خوان الأفضال وبحر النوال من مادته «أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني»«١» وَقَرِّي عَيْناً بأنوار الجمال في حجرة الوصال فَإِمَّا تَرَيِنَّ من السوانح البشرية أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً كما قيل الدنيا يوم ولنا فيه صوم أي الالتفات لغير الله. فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَها من عادة الجهال إنكار أحوال أهل الكمال. يا أُخْتَ هارُونَ النفس المطمئنة أو الأمارة بناء على أن هارون كان صالحا أو طالحا وما كانَ أَبُوكِ وهو الروح المفارق امْرَأَ سَوْءٍ وَما كانَتْ أُمُّكِ وهي القالب بَغِيًّا تستأنس إلى غير عالم الطبيعة التي خلقت لأجلها فَأَشارَتْ إِلَيْهِ فيه أن هذا القوم هم أهل الإشارات فِي الْمَهْدِ مهد السر وذلك المتولد من نفخ الروح في مريم القالب ليس ابنا لله ولا محلا له ولا نفسه.
فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ فقوم عبدوا الله لأجله، وقوم عبدوه طمعا في جنته، وقوم عبدوا الهوى وذلك قوله: فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا أَسْمِعْ بِهِمْ أي بأهل الله وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا فإنهم بالله يسمعون وبه يبصرون.
[سورة مريم (١٩) : الآيات ٤١ الى ٦٥]
وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا (٤١) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً (٤٢) يا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ ما لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِراطاً سَوِيًّا (٤٣) يا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطانَ إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلرَّحْمنِ عَصِيًّا (٤٤) يا أَبَتِ إِنِّي أَخافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذابٌ مِنَ الرَّحْمنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطانِ وَلِيًّا (٤٥)