يَحْزَنُونَ هـ كُلِّ شَيْءٍ ز للفصل بين الوصفين تعظيما مع اتفاق الجملتين وَكِيلٌ هـ وَالْأَرْضِ ط الْخاسِرُونَ هـ الْجاهِلُونَ هـ مِنْ قَبْلِكَ ج لحق القسم المحذوف الْخاسِرِينَ هـ الشَّاكِرِينَ هـ بِيَمِينِهِ ط يُشْرِكُونَ هـ مَنْ شاءَ اللَّهُ ج بيانا لتراخي النفخة الثانية عن الأولى مع اتفاق الجملتين يَنْظُرُونَ هـ لا يُظْلَمُونَ هـ يَفْعَلُونَ هـ زُمَراً ط هذا ط الْكافِرِينَ هـ فِيها ج الْمُتَكَبِّرِينَ هـ زُمَراً ط خالِدِينَ هـ نَشاءُ ج الْعامِلِينَ هـ رَبِّهِمْ ج لأن الماضي لا ينعطف على المستقبل ولاحتمال جعله حالا وقد قضى بين الزمرين الْعالَمِينَ هـ.
[التفسير:]
لما ضرب لعبدة الأصنام مثلا أشار إلى نوع آخر من قبائح أفعالهم وهو أنهم يضمون على كذبهم على الله بإضافة الشريك والولد إليه تكذيبهم بالصدق يعني الأمر الذي هو الصدق بعينه أي القرآن. ومعنى إِذْ جاءَهُ أنه لم يراع طريقة أهل الإنصاف والتدبر لكنه لما سمع به فاجأه بالتكذيب. واللام في قوله لِلْكافِرِينَ لهؤلاء المعهودين الذين كذبوا على الله وكذبوا بالصدق. قال جار الله: ويحتمل أن يكون للعموم فيشملهم وغيرهم من الكفرة. وحين بين وعيدهم عقبه بوعد الصادقين المصدّقين وهم الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه. وقيل: الرسول وأبو بكر والتعميم أولى لقوله أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ قوله لِيُكَفِّرَ ظاهره تعلقه ب يَشاؤُنَ فتكون لام العاقبة. ويحتمل تعلقه بمحذوف أي جزاؤهم وإكرامهم لأجل ذلك. قال جار الله: الأسوأ هاهنا ليس للتفضيل وإنما هو كقولهم: الأشج أعدل بني مروان. وفائدة صيغة التفضيل استعظامهم المعصية حتى إن الصغائر عندهم أسوأ أعمالهم. وقال بعض المفسرين: أراد به الكفر السابق الذي يمحوه الإيمان. واستدل مقاتل- وكان شيخ المرجئة- بهذه الآية فإنها تدل على أن من صدّق الأنبياء فإنه تعالى يكفر عنه أسوأ الأعمال التي أتى بها بعد الإيمان والوصف بالتقوى وفيه نظر. ثم إنهم كانوا يخوّفون المؤمنين والنبي صلى الله عليه وسلم برفض آلهتهم وتحقيرها.
ويروى أنه بعث خالدا إلى العزى ليكسرها فقال له سادنها: أحذركها يا خالد، إن لها شدّة. فعمد خالد إليها فهشم أنفها فأنزل الله تعالى أَلَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ
أي نبيه بدليل قوله وَيُخَوِّفُونَكَ ومن قرأ على الجمع فهي للعموم. والآيات إلى قوله بِوَكِيلٍ ظاهرة مع أنها تعلم مما سبق ذكرها مرارا. والعذاب الخزي عذاب يوم بدر، والعذاب المقيم العذاب الدائم في الآخرة، ومدار هذه الآي على تسلية النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أكد كون الهداية والضلال من الله تعالى بقوله اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ وذلك أن الحياة واليقظة تشبه الهداية، والموت والنوم يضاهي الضلال. فكما أن الحياة والموت واليقظة والنوم لا يحصلان إلا بتخليق الله وتكوينه