للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الضمير بعده توكيد الْأَقْدَمُونَ هـ والوصل أولى للفاء الْعالَمِينَ هـ لا لأن الَّذِي صفة الرب يَهْدِينِ هـ لا يَشْفِينِ هـ وَيَسْقِينِ هـ يُحْيِينِ هـ لا الدِّينِ هـ بِالصَّالِحِينَ هـ لا الْآخِرِينَ هـ لا النَّعِيمِ هـ لا الضَّالِّينَ هـ لا يُبْعَثُونَ هـ وَلا بَنُونَ هـ لا سَلِيمٍ هـ ط بناء على أن ما بعده إلى آخر أحوال الجنة والنار هو من كلام الله تعالى وهو الظاهر. وقيل: هو من تتمة كلام إبراهيم الْعالَمِينَ هـ الْمُجْرِمُونَ هـ شافِعِينَ هـ حَمِيمٍ هـ ط الْمُؤْمِنِينَ هـ لَآيَةً ط مُؤْمِنِينَ هـ الرَّحِيمُ هـ الْمُرْسَلِينَ ج لأن «إذ» تصلح ظرفا للتكذيب مفعولا لا ذكر تَتَّقُونَ ج هـ لأن ما بعده من تمام المقول أَمِينٌ هـ لا للفاء وَأَطِيعُونِ ج هـ مِنْ أَجْرٍ ج الْعالَمِينَ ج هـ وَأَطِيعُونِ هـ لا الْأَرْذَلُونَ هـ ط يَعْمَلُونَ ج هـ لأن ما بعده من تمام المقول تَشْعُرُونَ هـ لذلك الْمُؤْمِنِينَ ج هـ مُبِينٌ هـ الْمَرْجُومِينَ هـ ط كَذَّبُونِ هـ ج الْمُؤْمِنِينَ هـ الْمَشْحُونِ ج هـ الْباقِينَ هـ لَآيَةً ط مُؤْمِنِينَ هـ ط الرَّحِيمُ هـ.

[التفسير:]

القصة الثانية قصة إبراهيم عليه السلام وكان يعلم أنهم عبدة أصنام ولكنه سألهم للإلزام والتبكيت. ومثله أهل المعاني بأن يقول أحد للتاجر: ما مالك؟ وهو يعلم أن ماله الرقيق ثم يقول له الرقيق: جمال وليس بمال. وإنما قال في سورة الصافات ماذا تَعْبُدُونَ [الصافات: ٨٥] بزيادة «ذا» لأنه أراد هناك مزيد التوبيخ ولذلك بني الكلام على الزيادة ثم أردفه بقوله أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ [الصافات: ٨٦] وحين صرح هنالك بالتوبيخ لم يجيبوه وهاهنا ظنوا أنه يريد الاستفهام حقيقة فأجابوه ولكنهم بسطوا الكلام بسطا ولم يقتصروا على أَصْناماً بل زادوا ناصبه وعقبوه بقولهم فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ إظهارا للابتهاج والافتخار. قال في الكشاف: وإنما قالوا فَنَظَلُّ لأنهم كانوا يعبدونها بالنهار دون الليل. قلت: وهذا مبني على النقل الصحيح والظن به حسن. قال: لا بد في يَسْمَعُونَكُمْ من تقدير حذف المضاف معناه هل يسمعون دعاءكم؟ قلت: ويحتمل أن يكون المحذوف مفعولا ثانيا أي هل يسمعونكم تدعون إذ تدعون وهو حكاية حال ماضية لأن «إذ» للمضي ومعناه استحضار الأحوال الماضية التي كانوا يدعونها فيها. وحين تمسكوا في الجواب بطريقة التقليد قائلين على سبيل الإضراب بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ نبههم إبراهيم بقوله أَفَرَأَيْتُمْ على أن الباطل لا يتغير بأن يكون قديما أو حديثا ولا بأن يكون في مرتكبيه كثرة أو قلة، وصرح بأن معبوديه أعداء لقوله تعالى كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا [مريم: ٨٢] أو لأن الذي يغري على عبادتها هو الشيطان وهو أعدى عدو للإنسان. وإنما لم يقل عدوّ لكم لأنه أراد تصوير المسألة في نفسه ليكون

<<  <  ج: ص:  >  >>