شانِئَكَ بالياء: يزيد والشموني وحمزة في الوقف. وقرأ قتيبة ونصير مهموزا ممالة.
[الوقوف]
الْكَوْثَرَ هـ ط وَانْحَرْ هـ ط الْأَبْتَرُ هـ
[التفسير:]
هذه السورة كالمقابلة للسورة المتقدمة، لأن تلك مثال لكون الإنسان في خسر، وهذه للمستثنين منهم بل لأشرفهم وأفضلهم وهو النبي صلى الله عليه وسلم بل له ولشانيه، فكأنها مثال للفريقين جميعا. هذا وجه إجمالي وأما الوجه التفصيلي فقوله إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ أي الخير الكثير وقع في مقابلة الدع والمنع من الإطعام وقوله فَصَلِّ أي دم على الصلاة وقع بإزاء قوله عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ [الماعون: ٥] وقوله لِرَبِّكَ مكان قوله يُراؤُنَ [الماعون: ٦] وقوله وَانْحَرْ والمراد به التصدق بلحوم الأضاحي بحذاء قوله وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ [الماعون: ٧] ثم ختم السورة بقوله إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ أي الذي تضاد طريقته طريقتك سيزول عنه ما يفتخر به من المال والجاه والأحساب والأنساب ويبقى لك ولمتابعيك الذكر الجميل في الدنيا والثواب الجزيل في العقبى، بل يدوم لك النسب الصوري بسبب أولادك الشرفاء والنسب المعنوي بواسطة أتباعك العلماء، ثم في الآية أصناف من المبالغة منها: التصدير ب «إن» ومنها الجمع المفيد للتعظيم، ومنها لفظ الإعطاء دون الإيتاء ففي الإعطاء دليل التمليك دون الإيتاء ولهذا حين قال وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي [الحجر: ٧] كان أمته مشاركين له في فوائدها ولم يكن له منعهم منها. ومنها صيغة المضي الدالة على التحقيق في وعد الله تعالى كما هي عادة القرآن، ومنها لفظ الكوثر وهو مبالغة في الكثرة بزيادة الواو كجدول فيشمل خيرات الدنيا والآخرة، إلا أن أكثر