ط مَزِيدٌ هـ الْبِلادِ ط للاستفهام. قال السجاوندي: وعندي أن عدم الوقف أولى لأن النقب وهو البحث والتفتيش وأقع على جملة الاستفهام. مَحِيصٍ هـ شَهِيدٌ هـ لُغُوبٍ هـ الْغُرُوبِ ج لاحتمال تعلق الجار بما قبله وبما بعده السُّجُودِ هـ قَرِيبٍ هـ لا لأن ما بعده بدل بِالْحَقِّ ط الْخُرُوجِ هـ الْمَصِيرُ هـ لا لتعلق الظرف سِراعاً ط يَسِيرٌ هـ وَعِيدِ هـ.
[التفسير:]
قيل: إن قاف اسم جبل من زبرجد أخضر محيط بالأرض وخضرة السماء منه. وقيل: قادر أو قاهر ونحو ذلك من أسماء الله مما أوله قاف. وقيل: قضي الأمر.
وقيل: قف يا محمد على أداء الرسالة. والأقوال المشتركة بين الفواتح مذكورة، وإعراب فاتحة هذه السورة كإعراب أول «ص» ، وبينهما مناسبة أخرى من قبل وقوع الإضراب بعد القسم ووجهه ما مر. ومن قبل أن أكثر مباحث تلك السورة في المبدأ والتوحيد. وفي أوّل خلق البشر، وأكثر أبحاث هذه السورة في الحشر والخروج ولهذا سنت قراءتها في صلاة العيد لأنه يوم الاجتماع وخروج الناس إلى الفضاء. والمجيد ذو المجد حقيقة في القرآن لأنه أشرف من سائر الكتب أو مجاز باعتبار قارئه وعالمه والعامل به. ومعنى مُنْذِرٌ مِنْهُمْ أي من جنسهم أو من بينهم فتوجه العجب إلى الإنذار بالبعث أوّلا ثم إلى كون المنذر منهم، ولعل الأول أدخل عندهم في استحقاق التعجب منه فلهذا أشاروا إليه بقولهم هذا الرجع أو البعث شَيْءٌ عَجِيبٌ أبهم الضمير أوّلا في عَجِبُوا ثم فسره ثانيا في قوله فَقالَ الْكافِرُونَ أو اقتصر على الضمير أوّلا للتعليم بهم ثم وضع الظاهر موضع المضمر تسجيلا عليهم بالكفر. ثم زادوا في التعجب والتعجيب بقولهم أَإِذا مِتْنا والتقدير انبعث وقت الموت والصيرورة ترابا ذلِكَ الرجع أي البعث رَجْعٌ بَعِيدٌ أي يستبعد في العقول. وقيل: إنه من كلام الله عز وجل. والرجع بمعنى الجواب أي جواب هؤلاء الكفار في دعوى المنذر جواب بعيد عن حيز العقل لدلالة البراهين الساطعة على وجود الحشر والنشر منها شمول علم الله تعالى بأجزاء الميت على التفصيل، وإلى هذا أشير بقوله قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ من أجساد الموتى وتأكل من لحومهم وعظامهم.
عن النبي صلى الله عليه وسلم «كل ابن آدم يبلى إلا عجب الذنب»«١»
وعن السدي: ما تنقص الأرض منهم
(١) رواه البخاري في كتاب تفسير سورة ٣٩ باب ٢ مسلم في كتاب الفتن حديث ١٤١- ١٤٣ أبو داود في كتاب السنّة باب ٢٢ النسائي في كتاب الجنائز باب ١١٧ الموطأ في كتاب الجنائز حديث ٤٩ أحمد في مسنده (٢/ ٣٢٢) .