لأن الجملة لا تصلح صفة للمعرفة بِسَحَرٍ هـ لا عِنْدِنا ط شَكَرَ هـ بِالنُّذُرِ هـ وَنُذُرِ هـ مُسْتَقِرٌّ هـ ج للفاء أي فقيل لهم ذقوا وَنُذُرِ هـ مُدَّكِرٍ هـ النُّذُرُ هـ ج لاتصال المعنى بلا عطف مُقْتَدِرٍ هـ فِي الزُّبُرِ هـ ج لأن ما بعده يصلح استفهام إنكار مستأنف ويصلح بدلا عن «أم» قبلة مُنْتَصِرٌ هـ الدُّبُرَ هـ وَأَمَرُّ هـ وَسُعُرٍ ط بناء على أن يَوْمَ ليس ظرفا لضلال وإنما هو ظرف لمحذوف أي يقال لهم ذقوا وُجُوهِهِمْ ط سَقَرَ هـ بِقَدَرٍ هـ بِالْبَصَرِ ج مُدَّكِرٍ هـ الزُّبُرِ هـ مُسْتَطَرٌ هـ وَنَهَرٍ هـ لا لأن ما بعده بدل مُقْتَدِرٍ هـ.
[التفسير:]
أول هذه السورة مناسب لآخر السورة المتقدمة أَزِفَتِ الْآزِفَةُ [النجم:
٥٧] إلا أنه ذكر هاهنا دليلا على الاقتراب وهو قوله وَانْشَقَّ الْقَمَرُ في الصحيحين عن أنس أن الكفار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم آية فانشق القمر مرتين. وعن ابن عباس: انفاق فلقتين فلقة ذهبت وفلقة بقيت. وقال ابن مسعود: رأيت حراء بين فلقتي القمر. وعن حذيفة أنه خطب بالمدائن ثم قال: ألا إن الساعة قد اقتربت وإن القمر قد انشق على عهد نبيكم صلى الله عليه وسلم هذا قول أكثر المفسرين. وعن بعضهم أن المراد سينشق القمر وصيغة الماضي على عادة إخبار الله.، وذلك أن انشقاق القمر أمر عظيم الوقع في النفوس فكان ينبغي أن يبلغ وقوعه حد التواتر وليس كذلك. وأجيب بأن الناقلين لعلهم اكتفوا بإعجاز القرآن عن تشهير سائر المعجزات بحيث يبلغ التواتر. وأيضا إنه سبحانه جعل انشقاق القمر آية من الآيات لرسوله ولو كانت مجرد علامة القيامة لم يكن معجزة له كما لم يكن خروج دابة الأرض وطلوع الشمس من المغرب وغيرهما معجزات له، نعم كلها مشتركة في نوع آخر من الإعجاز وهو الإخبار عن الغيوب. وزعم بعض أهل التنجيم أن ذلك كان حالة شبه الخسوف ذهب بعض جرم القمر عن البصر وظهر في الجو شيء مثل نصف جرم القمر نحن نقول: إخبار الصادق بأن يتمسك به أولى من قول الفلسفي. هذا مع أن استدلالهم على امتناع الخرق في السماويات لا يتم كما بينا في الحكمة. وكيف يدل انشقاق القمر على اقتراب الساعة نقول: من جهة إن ذلك يدل على جواز انخراق السماويات وخرابها خلاف ما زعمه منكرو الحشر من الفلاسفة وغيرهم. ومن هاهنا ظن بعضهم وإليه ميل الإمام فخر الدين الرازي أن المراد باقتراب الساعة ليس هو القرب الزماني وإنما المراد قربها في العقول وفي الأذهان كأنه لم يبق بعد ظهور هذه الآية للمنكر مجال. واستعمال لفظ الاقتراب هاهنا مع أنه مقطوع به كاستعمال «لعل» في قوله لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً [الأحزاب: ٦٣] والأمر عند الله معلوم. قال: وإنما ذهبنا إلى هذا التأويل لئلا يبقى للكافر مجال الجدال فإنه قد مضى