شأنكم وطلبكم؟ فأجابوا بأنهم أرسلوا إلى قوم لوط ليرسلوا عليهم السجيل كما قصصنا في «هود» . والضمير في قوله فِيها للقرية وإن لم يجر لها ذكر لأنه معلوم، قالت المعتزلة:
في الآية دلالة على أن الإيمان والإسلام واحد. وقال غيرهم: المسلم أعم من المؤمن وإطلاق العام على الخاص مما لا منع فيه ولا يدل على اتحادهما وهذا كقوله القائل من في البيت من الناس؟ فيقول له: ما في البيت من الحيوان أحد غير زيد. فيكون مخبرا له بخلو البيت عن كل إنسان غير زيد. وقوله وَتَرَكْنا فِيها آيَةً كقوله في «العنكبوت» وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آيَةً بَيِّنَةً [الآية: ٣٥] أي علامة يعتبر بها الخائفون دون القاسية قلوبهم وهي الحجارة المسومة أو ماء أسود. قوله وَفِي مُوسى قيل: الأقرب أن يكون معطوفا على قوله وَتَرَكْنا فِيها أي وجعلنا في موسى آية. قال جار الله: هو كقوله من قال:
علفتها تبنا وماء باردا ويمكن أن يقال: إن قصة موسى أيضا آية متروكة باقية على وجه الدهر فلا حاجة إلى هذا التكلف. قوله فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ كقوله وَنَأى بِجانِبِهِ [الإسراء: ٨٣] وقيل: الباء للمصاحبة. والركن القوم أي فازور وأعرض مع ما كان يتقوى به من جنوده وملكه. وقيل:
ركنه هامان وزيره قال العلماء: وصفه فرعون بالمليم مع أنه وصف يونس النبي به صلى الله عليه وسلم كما مر في «الصافات» لا يوجب اشتراكهما في استحقاق الملامة، لأن موجبات اللوم تختلف.
فراكب الكبيرة ملوم على قدرها، ومقترف الصغيرة ملوم بحسبها، وبينهما بون، العقيم ريح لا خير فيها من إنشاء مطر أو إلقاح شجر. والرميم ما رم وتفتت. قال في الكشاف:
هذا سهو منه فإن قوله فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ لا يطابقه إذ العتو لم يترتب على هذا الأمر لحصوله قبله. وإنما الصواب أن يكون التمتع المأمور به في هذه الآية هو الذي في قصة قوم يونس فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ [الصافات: ١٤٨] فكأن قوم ثمود أمروا أن يؤمنوا كي يمهلوا إلى انقضاء آجالهم الطبيعة والأمر أمر تكليف لا تكوين فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ بالإصرار على كفرهم. فقيل: على سبيل التكوين تمتعوا في داركم ثلاثة أيام وكان ذلك علامة العذاب والصاعقة النازلة نفسها وَهُمْ يَنْظُرُونَ أي كانت نهارا يعاينونها أو كانوا منتظرين لها إذ قيل لهم تمتعوا فى داركم ثلاثة أيام فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ عبارة عن جثومهم كما مر مرارا وَما كانُوا مُنْتَصِرِينَ ممتنعين من العذاب وقصة نوح واضحة وقد مر إعرابه في الوقوف.
ثم عاد إلى دلائل القدرة فقال وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وفي لفظ البناء إشارة إلى