للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فضل التبكير إلى صلاة الجمعة ووقت التبكير]

السؤال

ما هو الحديث الذي ورد فيه فضل التبكير والاغتسال والمشي إلى صلاة الجمعة، والذي ورد فيه: (أن بكل خطوة فضل صيام وقيام سنة)؟ وما هو وقت التبكير في هذه الأيام إذا كان الإمام يدخل الساعة الثانية عشرة؟

الجواب

هذا الحديث جاء في سنن أبي داود وفيه: (من بكر وابتكر، وغسل واغتسل غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى، وزيادة ثلاثة أيام)، وفي سنن أبي داود: (على كل خطوة صيام سنة وقيامها)، ولا بأس بسنده، والمقصود بالساعة المذكورة في الحديث: (من راح الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة)، جزء الزمان الذي يبدأ من طلوع الشمس أو من طلوع الفجر إلى دخول الخطيب، وهي خمس ساعات، والخطيب يدخل في الساعة السادسة.

وينبغي للخطيب ألا يدخل إلا بعد دخول الوقت كما في رواية البخاري: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدخل في وسط النهار وأبو بكر وعمر)، وجمهور العلماء على أنه لا تصح الجمعة إلا بعد دخول الوقت، وينبغي أن يكون أذان الجمعة في وقت أذان الظهر عادةً، وأما ما يفعله بعض الأئمة من التقدم على أذان الظهر فهذا خطأ، وأكثر العلماء يرون أن الجمعة لا تصح قبل الوقت، وقد أفتى سماحة الشيخ ابن باز رحمة الله عليه بأنه ينبغي لأئمة الجوامع أن يكون دخولهم بعد الزوال لأمرين: الأمر الأول: أن هذا هو الواضح، وهو الذي دلت عليه الكثير من الأحاديث، وجمهور العلماء يرون أنه لا تصح إلا بهذا.

والثاني: حتى لا يكون هذا عذراً لبعض الكسالى الذين يفتحون محلاتهم ويدعون أنهم قد صلوا مع الإمام المتقدم، فإذا كان الأئمة كلهم يصلون بعد الزوال فلا يبقى عذر لمن يريد أن يضيع صلاة الجمعة.

فالأحاديث تدل على أن صلاة الجمعة لا تصح إلا بعد الزوال وهي التي أخرجها البخاري في صحيحه، فعلى الأئمة الانتظار حتى تكون صلاتهم صحيحة بإجماع العلماء، وأما التقدم قبل الصلاة بعشر دقائق فكثير من العلماء يقولون: إن الصلاة غير صحيحة.

فلا يوجد داعٍ إلى هذا التبكير.

<<  <  ج: ص:  >  >>