معتقد أهل السنة والجماعة أنهم لا يشهدون لمعين بالجنة، ما يشهد إلا لمن شهدت له النصوص، كالعشرة المبشرين بالجنة، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وبلال رضي الله عنهم أجمعين.
وإلا ما الفائدة من تخصيص هؤلاء بالشهادة لهم بالجنة، وكذلك معتقد أهل السنة والجماعة لا يشهد لمعين من أهل القبلة بالنار، ولكن يرجون للمحسن ويخافون على المسيء، فالمحسن المستقيم على طاعة الله يرجى له الخير، والذي يجترئ على المعاصي يخاف عليه من النار، ويشهد على العموم أن كل مؤمن في الجنة، وكل كافر في النار، أما على وجه الخصوص فلا يشهد له؛ لأنه لا يدري عن حاله، وهذا هو الصواب الذي عليه جمهور العلماء.
وبعض العلماء يرى أنه يشهد لمن اشتهر عنه الخير وشهد له ثقتان من أهل العدالة بالجنة واستدلوا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه مر عليه بجنازة فأثني عليها خيراً، ثم مر بجنازة أخرى فأثني عليها شراً، فقال صلى الله عليه وسلم:(وجبت) فسألوه عن ذلك؟ فقال: هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار.
لكن الصواب الذي عليه جمهور العلماء أنه لا يشهد إلا لمن شهدت له النصوص، أما من لم تشهد له، فهذا يشهد له بالعموم.
والكافر بعينه إذا قامت عليه الحجة وعرف أنه مات على الكفر فلا بأس أن يشهد له بالنار ما قامت عليه الحجة، وكذلك يشهد على العموم أن كل كافر في النار.