[علامة قبول العمل]
السؤال
ما هي علامة قبول العمل؟
الجواب
ذكر العلماء أن من علامة قبول العمل الصالح: أن تكون حال الإنسان بعد رمضان أحسن من حاله قبل ذلك، فيستمر على طاعة الله ويستقيم، ويؤدي ما أوجب الله عليه وينتهي عما حرم الله عليه، أما العودة إلى المعاصي والكبائر فهذا يخشى عليه أن يكون فعله هذا علامة على عدم قبول العمل ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فالواجب على الإنسان أن يستقيم على طاعة الله، والله تعالى يقول: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [الأحقاف:١٣].
قال: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ} [فصلت:٣٠]، (إن الذين قالوا ربنا الله) أي: معبودنا وإلهنا الحق هو الله، ثم استقاموا أي: بالعمل، فتبشرهم الملائكة بثلاث بشارات: الأولى: (ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة) فعند الموت وشدة النزع يبشرون ألا تخافوا من الأهوال في المستقبل، ولا تخافوا من عذاب القبر ولا تخافوا من عذاب النار.
والبشارة الثانية: (ولا تحزنوا) أي: على ما خلفتم من أموال وأولاد، والبشارة الثالثة: ((وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ))، ثم قال تعالى: {نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} [فصلت:٣١ - ٣٢].
فهذا جزاء المستقيمين.
والله تعالى نهى عباده أن ينقضوا العمل بعد توكيده فقال تعالى: {وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا} [النحل:٩٢] قال: إن هذه امرأة خرقاء بمكة كانت تغزل بقوة في النهار ثم تنقض غزلها بالليل، فنهى الله عباده أن يتشبهوا بها.
وقيل: إن هذا مثل لمن نقض عهده بعد توكيده، فالواجب على المسلم أن يستقيم على طاعة الله وأن يستمر على ما تعوده من العمل الصالح، وليحذر من المخالفات والمعاصي، وكثير من الناس يحافظ على الصلوات الخمس في رمضان فإذا خرج رمضان صار لا يبالي وخصوصاً صلاة الفجر.
فالواجب على الإنسان أن يحذر من تأخير الصلاة عن وقتها وعليه أن ينام مبكراً، ويجعل له أسباباً توقظه حتى يؤدي صلاة الفجر في جماعة، وليحذر من السهر الطويل ولاسيما إذا كان سهراً على مشاهدة الأفلام الخليعة التي تبث عبر الدش؛ فإنه من البلاء ومن المصائب؛ لأنه ينشر فيه عقائد اليهود والنصارى، وفيه دعوة إلى اليهودية والنصرانية وينشر فيه التشكيك بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وفيه تشكيك بالجنة والنار، تشكيك بالبعث.
ويذكر فيه قصصاً فيها سخرية، كالسخرية بملك الموت، والسخرية بالجنة والنار، والسخرية بخازن النار وخازن الجنة، وأنهم لعبوا على خازن الجنة ودخلوا، وكل هذا -والعياذ بالله- من الكفر.
كما أنه تنشر في الدش صور النساء وصور المرأة وهي عارية كما ولدتها أمها، وقد تفعل بها الفاحشة وينظر إليها الأولاد والمراهقون والمراهقات، وهذا من البلاء والمصائب.
فالواجب على من ابتلي بذلك أن يتوب إلى الله، وأن يطهر بيته من هذا الجهاز الخبيث، وليس له أن يبيعه؛ لأنه ليس له ثمن؛ ولأنه إذا باعه أضر به غيره؛ ولأن الله إذا حرم شيئاً حرم ثمنه، فليكسره ويعدمه ويتوب إلى الله عز وجل.
وكذلك أشرطة الفيديو السيئة وكتب البدع والضلالة وكتب السحر، عليه أن يطهر بيته منها، وأن يتقي الله، وأن يحذر من المخالفات، وأن يقي نفسه وأهله النار، كما قال الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم:٦].