للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عدم جواز مشاركة اليهود والنصارى في أعيادهم ومناسباتهم]

السؤال

أحسن الله إليك، هل من كلمة عن عدم مشاركة النصارى في عيدهم عام ألفين لأنه مناسب أو موافق لرمضان؟

الجواب

نعم، الواجب على المسلم أن يعتز بإسلامه، وألا يشارك اليهود والنصارى الكفرة في أعيادهم، ولا في احتفالاتهم ولا يوافقهم بالتاريخ، ولا يقرهم على دخول القرن، لا نقول: دخل القرن العشرون، أو القرن الواحد والعشرون، هذا كله موافق للكفرة، نحن الآن نعتز بإسلامنا وتاريخنا، نحن نعترف بالهجري، نحن في القرن الخامس عشر، فليس لنا أن نوافق الكفرة في التاريخ، وليس لنا أن نوافقهم في احتفالاتهم، ولا في أعيادهم، ولا نصدقهم فيما يدعونه من الأكاذيب.

وقولهم: إنه في العيد يحصل كذا، ودخول الألفية الثالثة كذا وكذا، وأنه ينزل عيسى بن مريم أو يحصل كذا ويحصل هزات كل هذا كذب، ودعوى للغيب، كله دعوى للغيب ما أنزل الله بها من سلطان، فالواجب على المسلم أن يتقي الله عز وجل وألا يوافق الكفرة ولا يصدقهم في أكاذيبهم، ولا يهدي إليهم هدية في أوقات ولا يوافقهم، والواجب على التجار كذلك أن يتقوا الله، ولا يجعلوا التخفيضات بمناسبة مرور قرن الكفرة، بل عليهم أن يتقوا الله وأن يعتزوا بإسلامهم، ولا يوافقوا الكفرة في احتفالاتهم ولا في أعيادهم، ولا يهنئونهم ولا يصدقون أكاذيبهم، والله تعالى يقول: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [النمل:٦٥]، فقول بعضهم: إنه وقت قيام الساعة؛ أو إنه نزول عيسى أو إنه يحصل هزات أو كذا كل هذا من دعوى علم الغيب، والله تعالى يقول: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [النمل:٦٥]، نزول عيسى بن مريم ينزل في آخر الزمان، لكن ينزل بعد أشراط الساعة، وبعد خروج المهدي، والمهدي يملك الأرض، ويملؤها عدلاً كما ملئت جوراً، ثم يخرج المسيح الدجال في زمانه، ثم ينزل عيسى بن مريم فيقتل الدجال، ثم يخرج يأجوج ومأجوج، فقول هؤلاء الكفرة: إنه ينزل عيسى هذا كذب، لا أساس له من الصحة؛ لأن عيسى لا ينزل إلا بعد خروج الدجال، وبعد خروج المهدي، وكل هذا من دعوى علم الغيب، وعلم الساعة لا يعلم وقتها إلا الله.

فالمقصود: أنه يجب على المسلم أن يعتز بإسلامه ودينه، ولا يصدق الكفرة في دعوى علم الغيب، ولا يوافقهم في احتفالاتهم، وعلى التجار كذلك أن لا يوافقوهم لا في احتفالاتهم ولا يهنئونهم ولا يخفضون الأسعار، بل عليهم أن يعتزوا بإسلامهم وينكروا على الكفرة هذا، ويبينون لهم أن ما هم فيه باطل، وأن الحق هو دين الإسلام، وأنه يجب عليهم أن يؤمنوا بالله ورسوله، وأن يدخلوا في الإسلام، وأن يتركوا ما هم عليه من الكفر والضلال، وأنهم كفرة، وأنهم أصحاب النار إن استمروا على ذلك، فكيف نصدقهم؟ وكيف يتبع المسلم أصحاب النار؟ كيف يتبع أصحاب الجحيم؟ كيف يتبع الكفرة؟! كيف يتخلى عن الإسلام؟! نسأل الله للجميع الهداية والتثبيت، ونسأل الله أن يوفق المسلمين للعمل بكتاب ربهم وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>