للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أحوال وأرواح الأنبياء بعد الموت]

السؤال

كيف صلى النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء وهم أموات؟

الجواب

الصواب الذي عليه المحققون -ومنهم شيخ الإسلام - أنه رأى أرواحهم، والأرواح أخذت شكل الأجساد، وإلا فأجسادهم مدفونة في الأرض، إلا عيسى، فقد رآه بروحه وجسده، فإنه لم يمت، بل سينزل في آخر الزمان ثم يتوفاه الله، وهو ما حققه شيخ الإسلام، أي فأرواحهم أخذت شكل أجسادهم، والأرواح أمرها عجيب، ومن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء رأى موسى قائماً في قبره يصلي، ثم رآه في السماء الثالثة، قال العلماء في ذلك: إن الروح لها شأن، وهي سريعة، فالنبي صلى الله عليه وسلم رآه يصلي قائماً في قبره ثم رآه في السماء وقد صعدت الروح إلى السماء الثالثة، فالروح تأخذ شكل الجسد.

ومن ذلك ما جاء في الحديث: (أرواح الشهداء في حواصل طير خضر)، وأما سائر المؤمنين فأرواحهم تتنعم وحدها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نسمة المؤمن طائر يعلق في حجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده)، فالمؤمن روحه تتنعم وحدها وتأخذ شكل طائر، والشهيد تتنعم روحه بواسطة حواصل طير خضر؛ لأنهم لما أبلوا أجسادهم في سبيل الله وقتلوا في الله عوضهم الله أبداناً تتنعم أرواحهم بواسطتها، وهي حواصل طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل معلقة تحت بالعرش، أما المؤمن غير الشهيد فروحة تتنعم وحدها بدون شيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>