للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم أكل البصل والكراث للتلذذ قبل الصلاة]

السؤال

ذكرتم أن أكل البصل لا يجوز إذا كان للتحايل عن حضور الجماعة، وأنه جائز للاستطباب أو للضرورة، فإذا كان أكله للتلذذ قبيل الصلاة وليس فيه مجال لإزالة الرائحة فما الحكم؟

الجواب

إذا أكل محتاجاً فلا بأس، ولا ينبغي أكله قبل الصلاة، فإن أكله قبل الصلاة فمعناه: أنه تعمد ترك الجماعة.

وإذا أتى الجماعة وهو قد أكل كراثاً أو بصلاً فقد خالف النهي، وصار مؤذياً للمؤمنين، ومثله من يشرب الدخان فالواجب عليه ألا يشربه قرب الصلاة، وعليه أن يتوب، فإذا لم يتب فعليه ألا يشربه قرب الصلاة، وعليه أن يعالج نفسه حتى يزيل الرائحة.

ومثله من به رائحة كريهة في إبطيه أو في غيره فلابد أن يزيل الرائحة، فلا يجوز له أن يدخل المسجد وفيه رائحة كريهة قوية تؤذي الناس، فلا يصلي في المسجد بل يصلي في البيت.

والمقصود: أنه لا ينبغي له أن يأكله قرب الصلاة؛ لأن هذا معناه تعمد الجماعة، لكن إذا أكله في وقت آخر فيعالج الرائحة حتى تزول، فإن لم تزل كان هذا عذراً له في ترك الجماعة، والمقصود من ذلك أنه لا يصلي مع الجماعة، وهذا ظاهر الحديث: (لا يقربن مسجدنا)، يعني: أنه إذا تعمد هذا فهو ملوم، أما إذا أكله محتاجاً إليه ولم يتعمد ترك الجماعة فهذا أرجو ألا يكون فيه حرج، وفي منعه من دخول المسجد نوع من الحرمان؛ لأنه قد حرم الجماعة، وإذا كانوا كلهم قد أكلوا ثوماً أو بصلاً فقد انتفى المحذور.

<<  <  ج: ص:  >  >>