الحكم على حديث:(أن الناس يخرجون من دين الله أفواجاً كما دخلوا فيه)
السؤال
ما صحة الحديث الذي أورده ابن كثير في تفسير سورة النصر والذي رواه الإمام أحمد، وفيه: أن الناس كما دخلوا في دين الله أفواجاً سيخرجون من دين الله أفواجاً؟
الجواب
أذكر أنه ورد حديث بهذا المعنى، وأن الناس يخرجون من دين الله أفواجاً كما دخلوا في دين الله أفواجاً، وهذا في آخر الزمان عندما تكثر الفتن، وجاء في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(يوشك أن يكون خير مال المرء غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر؛ يفر بدينه من الفتن).
قال العلماء: إن هذا يكون في آخر الزمان إذا كثرت الفتن ونزع الخير من المدن والقرى، ولم يوجد فيها جمعة ولا جماعة ولا واعظ ولا علم ولا تعليم، وخشي الإنسان على دينه، فيفر من القرى والبلدان إلى الصحاري والفيافي والقفار حتى يسلم له دينه.
وينطبق على هذا قول الشاعر: عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى وصوت إنسان فكدت أطير أما إذا صارت المدن فيها خير، وفيها الجمعة والجماعة، وفيها التعلم والتعليم فلا ينبغي للإنسان أن يتركها ويسكن في البراري، فإن فعل ذلك يكون عليه الوعيد فيمن تعرب بعد الهجرة وصار أعرابياً؛ لأنه في هذه الحالة لا يسمع الذكر، ولا يسمع موعظة الأسبوع وهي خطبة الجمعة، ولا يحضر الجمع والجماعة، هذا معنى الحديث، وأنا لا أعرف صحته، ولكن جاء ما يدل على أن هذا المعنى يحصل في آخر الزمان.