رجل أذن ذنباً فحلف ألا يعود ثم عاد إلى ذنبه فتاب وكفر عن يمينه، ثم عاد إلى الذنب، ثم تاب، فماذا يجب عليه؟ وما نصيحتكم له حفظكم الله؟
الجواب
عليه أن يتوب، فإذا تاب توبة نصوحاً بشروطها، فندم على ما مضى وأقلع عن المعصية وعزم على ألا يعود إليها مرة أخرى، ورد المظلمة إلى أهلها إذا كانت للناس، فهذه التوبة تمحو هذا الذنب، ثم إذا بلي بالذنب مرة أخرى فيحتاج هذا الذنب إلى توبة، فإذا تاب توبة نصوحاً محي هذا الذنب، فإذا بلي بالذنب مرة أخرى يحتاج إلى توبة، وعليه أن يجاهد نفسه.
وجاء في حديث ما معناه: أن عبداً من عباد الله أذنب ذنباً فقال: رب اغفر لي، فقالالله: علم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به، تاب فتاب الله عليه، ثم أذنب فقال: رب أذنبت فاغفر لي، فقال الله: علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به فتاب الله عليه، ثم قال الله في آخر الحديث:(إني قد غفرت لعبدي فليفعل ما شاء).
والمعنى: ما دام أنه كلما أذنب يتوب فليعلم أن التوبة تمحو الذنب، وليس معناه: أن الإنسان يتعمد الوقوع في الذنب بنية التوبة؛ لأنه قد لا يوفق للتوبة، فالواجب على الإنسان أن يحذر الذنب وأن يجاهد نفسه حتى لا يقع في الذنب مرة أخرى.
ولكن متى بلي بالذنب ووقع منه فليبادر بالتوبة، وليس له أن يصر عليه، فليس من شأن المؤمن أنه لا يقع في الذنب، لكن ليس من شأنه الاستمرار على الذنب والإصرار عليه، قال الله تعالى في وصف المتقين:{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}[آل عمران:١٣٥].