للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[موقف طالب العلم والعامي من اختلافات العلماء في الفتوى]

السؤال

في الآونة الأخيرة ظهر برنامج سؤال وجواب في المذياع، يستضيف فيه بعض المشايخ ولكن كثرة الاستماع لهذا البرامج وغيره يحصل بأن يجيب الشيخ عن سؤال بإجابة مختلفة عن شيخ آخر مما يسبب كثرة الشك والظن وتضارب أقوال العلماء، ما رأيكم بذلك؟

الجواب

مازال الخلاف قائماً منذ عهد الصحابة رضوان الله عليهم، فالعالم وطالب العلم يفتي بما ظهر له من الأدلة الشرعية، وقد يفتي عالم آخر بفتوى أخرى تخالف، وما زال الصحابة يختلفون، فهذا ابن عباس يخالف الخلفاء الثلاثة، فقد كانوا يفتون بالإفراد في الحج، وكان ابن عباس يفتي بالمتعة، وكان يناظر في ذلك، فلما قال رجل: يا ابن عباس! أنت تفتي بالمتعة -يعني: يشرع للحاج أن يتمتع في الحج- والخلفاء الثلاثة أبو بكر وعمر وعثمان يفتون بالإفراد فكيف تفتي بخلافهم؟ فقال: يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول: قال رسول الله، وتقولون: قال أبو بكر وعمر! فلا زال الخلاف موجوداً منذ عهد الصحابة، فالعالم يفتي بما ظهر له من الأدلة، فهم يختلفون ولا يحصل بينهم شحناء ولا بغضاء، بل قلوبهم متفقة؛ لأن المبدأ واحد وهو العمل بالنصوص، فكلهم عمل بالنصوص، والأفهام هي التي تختلف، فهذا فهم من النص ما لم يفهمه الآخر، وأنت إذا كنت طالب علم فإن الله تعبدك بما ظهر لك من الأدلة، وإن لم تكن عندك أهلية النظر فعليك أن تسأل، فتأخذ بفتوى من تثق بدينه وعلمه وورعه ولا تأخذ بخلافها، وليس لك أن تتشهى ولا أن تأخذ بالرخص.

<<  <  ج: ص:  >  >>