الجعد بن درهم هو أول من ابتدع القول بنفي الصفات، وأول من حفظ عنه في الإسلام مقالة التعطيل، وهو الذي قال: إن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً، ولم يكلم موسى تكليماً، فقتله خالد القسري بفتوى من علماء أهل زمانه، وذبحه ذبح الشاة يوم عيد الأضحى، فإنه خطب بالناس العيد، وبعدما صلى بهم العيد قال في آخر الخطبة: ضحوا تقبل الله ضحاياكم، فإني مضحٍ بـ الجعد بن درهم؛ فإنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً، ولم يكلم موسى تكليما، ثم نزل من المنبر وأخذ السكين وذبحه.
قال ابن القيم: ولذا ضحى بجعد خالد الـ قسري يوم ذبائح القربان إذا قال ليس إبراهيم خليله كلا ولا موسى الكليم الداني شكر الضحية كل صاحب سنة لله درك من أخي قربان ولا شك في أن هذه الأضحية تعدل آلاف الضحايا من الإبل والبقر والغنم؛ لأن هذه فيها قطع للشر والفساد، وقضاء على الفتنة.
ولكن هذا الرجل لم يمت حتى اتصل به شخص يقال له: الجهم بن صفوان، وأخذ عنه عقيدة نفي الصفات، ونشر التعطيل، فنسب من يقول بهذا القول إليه، فقيل: مذهب الجهمية، نسبة إلى الجهم.