للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لفظ البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء، زاد مسلم في روايته: " وبحر البحيرة، وغير دين إسماعيل ".

و (لحي)؛ بضم ففتح، و (القصب)؛ بضم فسكون، يجمع على أقصاب، وهي الأمعاء، وفي كتب الإِخباريين وأصحاب السير تفصيل عن نشؤ الشرك في العرب، وسبب وثنية عمرو بن لحي تجده في " سيرة ابن هشام "، وفي " أخبار مكة " للأزرقي، ونسوقه هنا من لفظ ابن الكلبي:

قال في فاتحة كتابه " الأصنام ": " حدثني أبي وغيره- وقد أثبت حديثهم جميعاً- أن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام لما سكن مكة، وولد له بها أولاد كثير، حتى ملؤوا مكة، ونفوا من كان بها من العماليق؛ ضاقت عليهم مكة، ووقعت بينهم الحروب والعداوات، وأخرج بعضهم بعضاً، فتفسحوا في البلاد والتماس (*) المعاش.

وكان الذي سلخ بهم إلى عبادة الأوثان والحجارة أنه كان لا يظعن من مكة ظاعن إلا احتمل معه حجراً من حجارة الحرم؛ تعظيماً للحرم، وصبابة بمكة، فحيثما حلوا؛ وضعوه، وطافوا به كطوافهم بالكعبة؛ تيمناً منهم بها، وصبابة بالحرم، وحبّاً له، وهم بعد يعظمون الكعبة ومكة، ويحجون، ويعتمرون، على إرث إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام.

ثم سلخ بهم ذلك إلى أن عبدوا ما استحبوا، ونسوا ما كانوا عليه، واستبدلوا بدين إبراهيم وإسماعيل غيره؛ فعبدوا الأوثان، وصاروا إلى ما كانت


=
" الفتح " (٨/ ٢٨٥) -؛ فلم أجدها في " صحيح مسلم " المطبوع! ولا في " شرح النووي " عليه، فالله أعلم.
نعم، أخرجه أحمد (١٦/ ٣١٩ - ٠ ٣٢/ ٨٧٧٣) بزيادة " وبحّر البحيرة " فقط، وإسناده صحيح كما قال الشيخ أحمد شاكر.
(*) كذا في الأصل، ولعل الصواب: لالتماس أو في التماس ...

<<  <   >  >>