للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

" مسنديهما "، وحسنه النووي في " الأربعين "، وذكر له الحافظ ابن رجب في شرحه المسمى " جامع العلوم والحكم " روايات وشواهد.

• نسبة العامة علم الغيب لبعض الناس:

والعوام ينسبون علم الغيب المطلق إلى من اتخذوهم أولياء، سواء سماهم الشرع أولياء أو كهاناً أو سحرة أو مردة أو مجانين، فيخشون في غيبتهم أن يطلعوا على ما لا يرضونه منهم، ويشدون إليهم الرحال استعلاماً عن سرقة، أو استفتاء عن عاقبة حركة.

وبوادي القطن قرب ميلة شرقيها كاهن اسمه سيدي مبارك، يأتيه المستطلعون للغيب من مئات الأميال كسوق هراص وأراضي الحراكتة، ومات، فقام ابنه مقامه، ولم يزل حيّاً- أو: حية- على الجهال، ومثله كثيرون، وإن اختلفت شهرتهم ضيقاً واتساعاً.

• حكايتان عن العامة:

وحدثني ميليان لم يزالا حيين:

قال أحدهما: كنت عند باش تارزي شيخ الطريقة الرحمانية بقسنطينة أعلم القرآن، وكنت فتى تدعوني نفسي إلى غشيان النساء، فلم يكن يمنعني إلا خشية الشيخ أن يطلع علي من طريق الغيب.

وقال الآخر: كنت ذا (*) سوق في تاجنانت من أرض أولاد عبد النور، وبقربي


=
بعض الشواهد التي تقويه، كحديث أبي أمامة وحديث أبي ثعلبة عند أحمد وغيره.
والحديث قواه جماعة من الحفاظ؛ كالنووي في " الأربعين "، وفي " رياض الصالحين " [ص:٢٨٩، رقم: ٥٩١] أيضاً، والمنذري في " الترغيب " (٤/ ٢٧) وغيرهما.
(*) في ط ١: " ذات ".

<<  <   >  >>