للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أول من غير الحنيفية بإطلاق.

• عقيدة العرب:

ومشركو العرب كأغلب من قبلهم لم يكونوا يعتقدون في شركائهم أنهم يماثلون الله في صفاته أو يشاركونه في إيجاد مخلوقاته، وإنما كان شركهم شرك تقريب وتقليد؛ فقد أخبر عنهم القرآن أنهم يفردون الله بالقدرة على الخلق والإِيجاد، وبالملك للعالم علويه وسفليه، ونطقت أشعارهم بإحاطة علم الله بكل شيء، وحسابه الخلائق في الدار الأخرى، وما دلت عليه الآيات من إنكارهم للبعث لا يوجب أن يكون ذلك عقيدة لهم عامة؛ فقد يكون عقيدة لبعضهم، وقد يكون علالة للنفس وإجابة لهواها في الفرار من ضبط الإِسلام لأعمالها وفطمه لها عن كثير من شهواتها، ولم تزد عقيدتهم في أوليائهم وشركائهم عن تعليقهم الآمال عليهم في تحقيق مآربهم من الله، لما لهم عنده - في زعمهم- من المنزلة والجاه؛ كما ينظر الناس إلى من يتصلون به من حاشية أمير أو ملك في إسماعه مطالبهم.

• عقيدتهم في أوليائهم:

فأما عقيدتهم في أوليائهم الذين يسميهم القرآن بهذا الاسم، وبالشركاء وبالشفعاء وبالآلهة، فقد أعربت عنها آيتا يونس والزمر، وهما: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} [يونس: ١٨]، {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر: ٣].

• عقيدتهم في الله وصفاته:

وأما عقيدتهم في ملك الله وقدرته، فقد أفصحت عنها آيات:

منها في سورة المؤمنون: {قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ *

<<  <   >  >>