ألست ترى في أوساطهم قباباً تبذل في شيدها الأموال، وتشد لزيارتها الرحال؟! أم لست تسمع منهم استغاثات وطلب حاجات من الغائبين والأموات؛! أم لم تعلم بدور تنعت بدار الضمان تشترى ضمانتها بالأثمان؛! أم لم تجتمع بذرية نسب للمرابطين إعطاؤها بقوة غيبية؟! أم لم تتكرر عليك مناظر مكلفين إباحيين يقدسون بصفتهم مرابطين أو طرقيين؟! هذا إلى اجتماعات تنتهك فيها كل الحرمات باسم الزردات، أو تحت ستار الاعتقادات والدعوة إلى أوضاع مبتدعة صدت الناس عن اتباع السنة المطهرة.
والخبير بحياة أهل عصره، العالم بأصول دينه، لا يتردد في ظهور الشرك وانتشاره، وتعدد مظاهره وآثاره، والعامي الفطري لو سألته وأفهمته؛ لوجدت عنده الخبر اليقين لإِثبات أن أمثاله- وما أكثرهم- في ضلال مبين.
هذا إجمال تفصيله فيما بعد من الفصول.
• دخول الوثنية في أركان الإِسلام الخمس:
وارجع البصر نحو أركان الإِسلام الخمس التي ليس في كونها عبادة لبس؛ هل تجد المسلمين يأتون بها على وجهها؛ أم يخصون بها الخالق جل وعلا؛ إنك تجدهم يشهدون شهادة الإِخلاص، ثم لا يخلصون لله، بل يفزعون لأوليائهم، ويخشونهم خشية تأليه، وتراهم يصلون، ولكن لا يخشعون؛ إلا بين يدي من به يتبركون، ويتساهلون في إخراج الزكوات، ويتشددون في الوفاء بما ينذرون للمزارات والمقامات، بل يشحون بما هو منها واجب مشروع، ويسخون بالمقدار المبدوع، كالمكيال المقرر في الحبوب للشيخ عبد القادر الجيلاني، ويصومون رمضان معرضين عن الحجة الشرعية في ثبوته وانقضائه، متعمدين مخالفتها إلى أوامر رؤسائهم الروحيين من المرابطين والطرقيين، ويصبرون على