للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من أولاد ابن الدرويش إحدى فصائل أولاد العابد من متصرفية الميلية توفي حديثاً.

وإطلاق الشرك على هذا النوع واضح؛ لأن الداعي عطف غير الله على الله بالواو ثابتة أو محذوفة، وهي تقتضي مشاركة ما بعدها لما قبلها في الحكم، والحكم المشترك فيه هنا هو عبادة الدعاء.

النوع الثاني: دعاء غير الله من دون الله؛ كالذي يقول: يا رجال الدالة! يا ديوان الصالحين! وإطلاق الشرك على هذا النوع باعتبار أن الداعي وإن اقتصر على المخلوق في اللفظ، لم ينكر الله ولم يبرأ منه في العقد، فكأن الله في كلامه مضمر.

ويصح في النوع الأول إطلاق أنه دعاء غير الله من دون الله أيضاً، لأن الداعي لما أشرك بالله في دعائه؛ لم يكن داعياً على الوجه المشروع، فكأنه لم يذكر الله لفظاً، لأن المعدوم شرعاً كالمعدوم حسّاً، والمعدوم هنا هو ذكر الله مشركاً بسواه.

• إنكار القرآن لدعاء غير الله:

كان القسم الثالث معهوداً بنوعيه عند العرب في جاهليتهم، فعالجهم الكتاب العزيز ليصرفهم عنه: تارة بتوجيههم إلى سؤال الله، وأخرى بتعجيز المسؤولين من دون الله، وأحياناً بتذكيرهم بما كمن في نفوسهم من توحيد الله وظهور ذلك في ألسنتهم عند اشتداد الخطب وغلبة اليأس، وتارات بالإِخبار عن تعاديهم عند البعث مع أوليائهم الذين يدعونهم اليوم، أتاهم الكتاب من هذه الجهات الأربع ليقتلع من نفوسهم جذور الشرك.

• ما جاء في توجيه الداعي إلى الله:

١ - فمن الآيات في الجهة الأولى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ

<<  <   >  >>