الولاية والكرامة من الألفاظ الدينية المشهورة عند العامة، ولكن التبس عليهم المعنى الشرعي لها بالمدلول الشركي، فاستغل ذلك الالتباس لتضليل الناس أهل الزهد في العلم والحرص على المال من رؤساء الطرق، وكل من شايعهم وخدمهم من علمائهم أضل من الجهال، ولبَّسوا بتلك الألفاظ على النقاد والوعاظ، فكادوا يلبسون دعوة المصلحين غير لباسها، ويصلون إلى أمنيتهم في نقضها من أساسها، ولكن الثقة بالله حصن لا يقوض، وسنته في علو الحق على الباطل ثابتة لا تنقض ...
فكم عولوا على ما قولوا، وأجملوا فيما هولوا، وبهتوا فيما نعتوا، وشتموا بما لم يعلموا؛ كإلقائهم إلى الحكومة بأنا وطنيون نعمل للاستقلال، وبثهم بين العامة أنا وهابيون معتزليون ... إلى أقوال هي أبعد في الخيال من أحاديث الأغوال، وإن كانت إياها في التهويل والتضليل، عند من ليس له في دينه كبير تحصيل.
وأقوى دعاية أثرت فيمن لم يعنوا بالبحث عن الحق بعض عناية نسبتنا إلى نكران الكرامة والولاية، وما أكثر في أمتنا اليوم هذا الفريق، الذي هو بالرثاء له