وكان غرض المشركين من هذه العبادة التوقي من المكروه، والترجي للمحبوب؛ باتخاذ الأصنام وسائط بينهم وبين الله؛ لاعتقادهم أنهم أقل من أن يرحمهم الله بدون توسطها، فاشتد لذلك خوفهم من الأصنام، وتعلقت قلوبهم بها في الاستشفاء، والاستسقاء، واستدرار الأموال، واستيهاب الذرية، وتعرف العواقب للإِقدام أو الإِحجام على إنشاء سفر أو عقد نكاح أو غيرهما.
ومن العرب من أنكر عبادة الأصنام قبل الإِسلام؛ منهم زيد بن عمرو بن نفيل؛ قال:
ولكن لم يقتد بهؤلاء العقلاء القليلين غيرهم، فلم يثمر إنكارهم ثمرة في المجتمع، حتى جاء الإِسلام بقوته الروحية ومبادئه الراسية، فأعلن القرآن أن التقرب لغير الله لنيل غرض من أغراض الحياة على غير الوجه المعتاد شرك بالله؛ يبعد من رحمته، ويستنزل شديد نقمته، وكشف عن هذا الضلال بضرب كثير من الأمثال:
ففي سورة النساء:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}[النساء: ١١٦].