للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله، ففي الكتاب الإِقسام بالطور والنجم والشمس والقمر والليل والنهار وغيرهن، وثبت أنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: «أَفْلَحَ وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ» (٢٢٥). أخرجه أبو داود وغيره.

• حكمة ما في الكتاب من الإِقسام بالمخلوق:

فأما ما ورد في الكتاب، فقال الأمير في " حاشيته على مجموعه ": " وإقسام الله تعالى بالنجم ونحوه، لأن له أن يقسم بما شاء، وبأسراره التي يعلمها في أفعاله؛ تنبيهاً على عظمتها، ولسريان سر الحق فيها، من غير حلول ولا اتحاد، فإنها مظاهره مع تنزهه كما يُعلم ".


(٢٢٥) شاذ بهذا اللفظ: أخرجه مسلم (١/ ٤١/ ١١)، وأبو داود (٣٩٢ و٣٢٥٢)، والدارمي (١/ ٣٧٠ - ٣٧١)، وابن خزيمة (١/ ١٥٨/ ٣٠٦) من طرق عن إسماعيل بن جعفر عن أبي سهيل عن أبيه عن طلحة ابن عبيد الله مرفوعاً، وزادوا، " أَوْ (وليست عند أبي داود) دخل الجنة وأبيه إن صدق ".
وهو بهذا اللفظ بزيادة: " وأبيه " شاذ مخالف! للرواية المحفوظة: «أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ»، أخرجه البخاري (١/ ١٠٦/ ٤٦ و٥/ ٢٨٧/ ٢٦٧٨)، ومسلم (١/ ٤٠ - ٤١/ ١١)، وأبو داود (٣٩١)، والنسائي (١/ ٢٢٦ - ٢٢٨ و٨/ ١١٨ - ١١٩)، وأحمد (٢/ ٣٦٣/ ١٣٩٠)، وابن الجارود (١/ ١٤٥ /١٤٤)، وابن حبان (٥/ ١١ - ١٢/ ١٧٢٣ و٨/ ٥٣ - ٥٤/ ٣٢٦٢)، والبيهقي (١/ ٣٦١ و٢/ ٨ و٤٦٦ و٤٦٧) وغيرهم، من طرق كثيرة عن مالك- وهذا أخرجه في " الموطأ " (١/ ٣٥٧ - ٣٥٨/ ٤٢٥) - عن عمّه أبي سهيل بن مالك عن أبيه عن طلحة بن عبيد الله به، وزاد بعضهم: «أَوْ دَخَلَ الْجَنَّةَ إِنْ صَدَقَ».
وتابعه إسماعيل بن جعفر: أخرجه البخاري (٤/ ١٠٢/ ١٨٩١ و١٢/ ٣٣٠/ ٦٩٥٦)، والنسائي (٤/ ١٢٠ - ١٢١) وغيرهما من طرق عنه عن أبي سهيل.
قال الحافظ أبو عمر بن عبد البر رحمه الله تعالى- كما في " الفتح " (١١/ ٥٣٣):
" هذه اللفظة [يعني: " وأبيه "] غير محفوظة، وقد جاءت عن راويها وهو إسماعيل بن جعفر بلفظ: «أَفْلَحَ وَاللَّهِ إِنْ صَدَقَ» ... وهذا أولى من رواية من روى عنه بلفظ: " أفلح وأبيه "، لأنها لفظة منكرة تردها الآثار الصحاح، ولم تقع في رواية مالك أصلًا ".
ثم وقفت على كلام ابن عبد البر هذا في " التمهيد " (١٤/ ٣٦٧) بمعناه.

<<  <   >  >>