للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• الغرض من الدعوة إلى تآليف القدماء:

٢ - وأما دعؤلهم إلى الاقتصار على المألوف من المؤلفات، فيلبسونها لباس التعظيم للعلماء المتقدمين، والاحتياط على العوام في الدين، وما هي إلا صد عن هداية القرآن، وفرار من كشفه لمساوئهم، ما عرفوا الكتب التي يدعون إليها، ولا عرفوا بالغيرة على الدين حتى يحتاطوا للعامة، وما هم في ذلك إلا مرددون لصدى فرعون حيث قال: {ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} [غافر: ٢٦]، وما أشبه الليلة بالبارحة!!

• اختصاص القرآن بالإِرشاد المؤثر:

قال محمد عبده (*) فيما لخص عنه في حياته من التفسير المعروف بـ " تفسير المنار ": " وإن في القرآن من التهذيب، ودعوة الأرواح إلى ما فيه سعادتها، ورفعها من حضيض الجهالة إلى أوج المعرفة، وإرشادها إلى طريقة الحياة الاجتماعية: ما لا يستغني عنه من يؤمن بالله واليوم الآخر، وما هو أجدر بالدخول في الفقه الحقيقي، ولا يوجد هذا الإِرشاد إلا في القرآن، وفيما أخذ منه؛ كـ " إحياء علوم الدين " (**) حظ عظيم من علم التهذيب، ولكن سلطان


(*) ومحمد عبده ماسوني كان يحضر محافلهم في باريس ولبنان ومن مقدميهم، وهو تلميذ الأفغاني الباطني، ورسائله له بها ما لا يليق إلا لله- عز وجل-، فقد حوت من الكفر ألواناً. وكان الرجل ينكر المهدي والدجال ويأجوج ومأجوج، بل له كلام كـ " الصريح في إنكار الجن والملائكة "، وكان صديقاً لكرومر في مصر وأوفى أصدقائهم، وهو أول من أباح الفوائد الربوية، وكان أشعري العقيدة، وهو رائد المدرسة العقلية المعاصرة، وقد تأثر به رشيد رضا فترة ثم استقام على السنة في أكثر أحواله. انظر: " المدرسة العقلية في التفسير " لفهد الرومي.
(**) " إحياء علوم الدين "؛ من أحسن ما كتب الغزالي؛ غير أن فيه أشياء كثيرة تخالف ما جاء عن رسول الله. كما فيه حكايات عن بعض أهل التصوف [المازري] لا تنسجم مع التعاليم =

<<  <   >  >>