للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الباجي في " المنتقى ".

• حديث الجهني في النوء:

وحديث زيد في " الموطأ " و " الصحيحين " هو قوله رضي الله عنه: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ عَلَى إثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنْ اللَّيْلِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ؛ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: «أَتَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، [قَالَ]: قَالَ: «أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِي؛ فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ؛ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا؛ فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ» (٥٨).

• معنى النوء:

وقوله: " على إثْر سماء "؛ يريد: المطر، و (النوء): اشتقاقه من ناء ينوء إذا نهض بجهد ومشقة أو سقط؛ فهو من الأضداد؛ كما في " الصحاح "، قال: " والنوء: سقوط نجم من المنازل في المغرب مع الفجر وطلوع رقيبه من المشرق يقابله من ساعته في كل ليلة إلى ثلاثة عشر يوماً، وهكذا كل نجم منها إلى انقضاء السنة، ما خلا الجبهة، فإن لها أربعة عشر يوماً. قال أبو عبيد: ولم نسمع في النوء أنه السقوط إلا في هذا الموضع، وكانت العرب تضيف الأمطار والرياح والحر والبرد إلى الساقط منها. وقال الأصمعي إلى الطالع منها في سلطانه، فتقول: مطرنا بنؤ كذا ".

• عبارة الشافعي في شرح حديث الجهني:

وعبارة الشافعي شاملة للأحوال الثلاثة، لكنه أجمل الحالتيني الأوليين في وجه واحد، وهي قوله في " الأم ":


(٥٨) أخرجه مالك (١/ ٣٨٨ - ٣٨٩/ ٤٥٢)، والبخاري (٢/ ٥٢٢/ ١٠٣٨)، ومسلم (١/ ٨٣/ ٧١) عن زيد بن خالد الجُهني رضي الله عنه.

<<  <   >  >>