• تساند الطرقيين والمعمرين في الحملة على المصلحين:
وأرى المشاغبة بنسبة الاجتهاد إلى من يدعو إلى الكتاب والسنة أشبه بالمشاغبة بنسبة طلب الاستقلال إلى أمة محتلة تطالب [حكومتها] بالعدل في التشريع والإِجراء، وإن مشاغبات من هذا النعت يكشفها المنطق، ولكن تواريها قوة الجهل أو كثرة الجيش، ثم المشاغبون في الدين هم الطرقيون والقبوريون والمرابطون، والمشاغبون في الدنيا هم غلاة المعمرين ومن ألف الاستبداد من الموظفين، والفريقان مجتمعان في نقطة المحافظة على جهل الأمة وتأخرها، لاستغلال جمودها والاستئثار بجهودها، وتلك طبيعة المستكبرين مع المستضعفين؛ يصدونهم عن النور ليستبقوهم تحت النير:{وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ}[سبأ: ٣١].