فالفقهاء الاصطلاحيون يقتصرون على منع الأكل منها لفقد التسمية، والفقهاء في الدين يحكمون بأنها من مظاهر الشرك الأكبر، حيث تقرب بها إلى غير الله قصداً، ولم يلتجئ إلى الله في طرد ذلك الجني، كأنه مستقل في تصرفه، خارج عن متناول قدرة الله وإرادته، وأصل الشرك نسبة القوة الغيبية لغير الله.
• معنى الزردة والغرض منها:
وأما الزردة؛ فهي في لسان العرب: المرة من زرد اللقمة- كَفَهِمَ- زرداً: بلعها، وازدردها: ابتلعها.
وهي في عرفنا طعام يتخذ على ذبائح من بهيمة الأنعام عند مزارات من يعتقد صلاحهم، ولها وقتان: أحدهما: في فصل الخريف عند الاستعداد للحرث. والآخر: في فصل الربيع عند رجاء الغلة. والغرض منها التقرب من ذلك الصالح كي يغيثهم بالأمطار تسهيلاً للحرث أو حفظاً للغلة، فهو عندهم كوزير عند ملك يرشونه بالزردة ليقضي حاجتهم عند الله!! ما أجهلهم بمقام الألوهية!!
• حكم الزردة:
وهذه الزردة يذكرون اسم الله على ذبيحتها، ونيتهم الذبح للصالح عندهم، فأعمل الجامدون من الطلبة جانب اللفظ، ورأوا إباحة أكلها، وهم يقرؤون قول خليل في نيّة المصلي ولفظه:" وإن تخالفا، فالعقد "؛ يريد أن العبرة عند اختلاف القلب واللسان بما يعقده القلب لا بما يلفظه اللسان، وهي قاعدة عامة في جميع الطاعات، لحديث الشيخين: " «إِنَّمَا الْأَعْمَال