هذا كلام اللغويين، وظاهره اتحاد الرقية والعزيمة في الاستعمال، واختصاصهما بما يراد به نفع المرقي.
وصرح القرافي في " فروقه " بذلك الاختصاص، فقال: " ولا يقال لفظ الرقى على ما يحدث ضرراً، بل ذلك يقال له: السحر " (٤/ ١٤٧).
فأفاد مباينة الرقية للسحر، ولعل هذا في أغلب الاستعمال، وإلا، فإن تصرف الأخبار والآثار على أن بينهما عموماً وجهيّاً.
• الفرق بين العزيمة والرقية:
وفرق القرافي بين الرقية والعزيمة:
فشرح الأولى بقوله: " هي ألفاظ خاصة يحدث عندها الشفاء من الأسقام والأدواء والأسباب المهلكة ".
وشرح الثانية بما حاصله: " كلمات تعظمها ملائكة متصرفة في قبائل الجن، متى أقسم المعزم عليها بها؛ أجابت إلى ما طلب منها ".
والعزيمة بهذا المعنى من السحر كما تقدم، وهو المعروف عند عامتنا، ويعبرون عن الرقية بالتسبب، فيقولون: " تسبب لي سيدي فلان في هذا الماء أو الزيت "، ولفظ (الرقية) موجود في لسانهم، ولكنهم يريدون منه معنى الطرق المتقدم في فعل الكهانة.
• اتحاد حكم الرقية والعزيمة:
وسواء كانت العزيمة بمعنى الرقية أم خصت بما يقرأ على المصاب