للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٨ - السحر

السحر- بكسر فسكون- مما يلتبس بالكرامات، ويظن صاحبه قادراً على التصرف في الكائنات، نافذاً علمه في حجب المغيبات، فلزم أن نتحدث عنه.

• السحر في اللغة:

السحر- بفتحتين وبسكون ثانيه مع ضم أوله أو فتحه- هو الرئة، يقال: كل ذي سحر يتنفس ويتطلب الغذاء، ثم قد يطلق على الغذاء نفسه وعلى آخر الليل، لأنه متنفس الصبح، وكل هذا فيه معنى الخفاء، فإن الرئة خفية في ذات الحيوان، والنفس ألطف شيء فيه، والغذاء تخفى مجاريه في البدن ويدق تأثيره، ويطلق السحر بمعنى التعليل والتلهية، وقوله تعالى: {إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ} [الشعراء: ١٨٥]: فسر بالمعللين، وبمَن خُلِق ذا سحر، ويطلق بمعنى الخداع، تقول: سحرت الصبي إذا خدعته، وبمعنى الصرف والاستمالة، وعليه حمل حديث ابن عمر رضي الله عنهما عند أحمد والبخاري وغيرهما؛ أنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: «إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا» (٨٠).


(٨٠) أخرجه البخاري (١٠/ ٢٣٧/ ٥٧٦٧) عن عبد الله بن يوسف، وأبو داود (٢/ ٣١٥) عن عبد الله بن مسلمة، وأحمد (٦/ ٢٩٦ - ٢٩٧/ ٤٦٥١) عن يحيى، ثلاثتهم عن مالك، وهذا في " الموطأ " (٤/ ٤٠٣/ ١٩١٦) عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما؛ =

<<  <   >  >>