للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• نسيان القرآن:

١٤ - وأخرج أبو داود والترمذي عن أنس مرفوعاً: «عُرِضَتْ عَلَيَّ ذُنُوبُ أُمَّتِي، فَلَمْ أَرَ ذَنْباً أَعْظَمَ مِنْ سُورَةِ مِنَ الْقُرآنِ أُوتيهَا رَجُلٌ ثُمَّ نَسِيَهَا» (١٨).

وقد قواه الحافظ في " الفتح " بآثار في معناه، ووجهه بأن ترك معاهدة


=
الطهور شطر الإِيمان، والحمدُ للهِ تملأ الميزان، وسبحان الله والحمدُ للهِ تملآن (أو تملأ) ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حُجَّة لك أو عليك؛ كلّ الناس يغدو، فبايِع نفسه: فمعتقها أو موبقها ".
(١٨) ضعيف: أخرجه أبو داود (١/ ٧٦)، والترمذي (٨/ ٢٣٣/ ٣٠٨٣) من طريق عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، عن ابن جُريج، عن المطّلب بن عبد الله بن حنطب، عن أن! مرفوعاً.
وهذا سند ضعيف، وفيه ثلاث علل:
الأولى: الانقطاع بين المطّلب وأنس، وبه أعلّه الترمذي، قال: " هذا حديث غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه، وذاكرت به محمد بن إسماعيل فلم يعرفه واستغربه، قال محمد: ولا أعرف للمطلب بن عبد الله بن حنطب سماعاً من أحد من أصحاب النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلّا قوله: حدثني من شهد خطبة النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وسمعت عبد الله بن عبد الرحمن يقول: لا نعرف للمطلب سماعاً من أحدٍ من أصحاب النّبيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قال عبد الله: وأنكر عليّ بن المديني أن يكون المطّلب سمع من أنس ".
والعلة الثانية: عنعنة ابن جريج المعروف بالتدليس.
والعلة الثالثة: عبد المجيد- وإن كان من رجال مسلم ووثقه بعضهم-؛ فقد تكلموا في حفظه، ولهذا قال الحافظ في ترجمته من " التقريب " (١/ ٥١٧): " صدوق يخطئ، وكان مرجئاً، أفرط ابن حبان فقال: متروك ".
والحديث ضعفه غير واحد من أساطين هذا الفن، قال القرطبي: " الحديث غير ثابت "، كما في " فيض القدير " (٤/ ٣١٣)، وقال ابن حجر في " فتح الباري " (٩/ ٨٦): " في إسناده ضعف "، وانظر: " تخريج المشكاة " (٧٣٠)، و " ضعيف [الجامع الصغير " (٣٧٠٢)، و " سنن أبي داود " (٨٨)، و " سنن الترمذي " (٥٥٨)].

<<  <   >  >>