وقوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}{لقمان: ١٨}، تنبيهاً أنه بارتكاب الآثام يصير بحيث لا يتوب لتماديه في ذلك، وإذا لم يتب، لم يحبه الله المحبة التي وعد بها التوابين والمتطهرين.
هذا كلام الراغب، وقد وضعنا نقطاً للدلالة على أنا حذفنا من أثنائه ما لم نر نقله.
• المحبة الدينية وثمرتها:
وقد أورد في " مدارج السالكين " ثلاثين عبارة في تعريف المحبة، نقتصر منها على واحدة، وهي:" إرادة غرست أغصانها في القلب فأثمرت الموافقة والطاعة "(٣/ ٩).
والمحبوب هذه المحبة إما الله أو غير الله، ومحبة الله من أسباب انشراح الصدر، ومحبة سواه مما يعذب القلب وينكد العيش.
قال في " زاد المعاد ": " هما محبتان: محبة هي جنة الدنيا، وسرور النفس، ولذة القلب، ونعيم الروح وغذاؤها ودواؤها، بل حياتها وقرة عينها، وهي محبة الله وحده بكل القلب، وانجذاب قوى الميل والإِرادة والمحبة كلها إليه، ومحبة هي عذاب الروح وغم النفس وسجن القلب وضيق الصدر، وهي سبب الألم والنكد والعناء، وهي محبة ما سواه سبحانه "(١/ ١٥٣).
• حكم المحبة الدينية:
وقال في " الفتح ": " محبة الله على قسمين: فرض، وندب، فالفرض: المحبة التي تبعث على امتثال أوامره، والانتهاء عن معاصيه، والرضى بما يقدره؛ فمن وقع في معصية من فعل محرم أو ترك واجب؛ فلتقصيره في محبة الله، حيث قدم هوى نفسه، والتقصير تارة يكون مع الاسترسال في المباحات