يردد في صلاته:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، حتى إذا سلم منها، ونهض، استعان بغير الله قائلًا: يا جدي! يا شيخي! يا رجال الداله؛ نساءه ورجاله!! فلانحطاط عقولهم، وفساد أذواقهم العربية، يجمعون بين المتناقضات.
فإن كان فرق بين الفريقين من صرحاء المشركين ومشركي المسلمين، فهو إقدام أهل الجاهلية الحديثة على الجمع بين المتنافيات، وإحجام أهل الجاهلية المعاصرة للبعثة عن هذا الهذيان الذي لا يعقل.
ولا ينفع أهل جاهليتنا تسميتهم مسلمين؛ كما لم ينفع أولئك تسميتهم بالحنفاء، والإِسلام لا يفرق بين العقائد المتشابهة والأعمال المتماثلة لمجرد الافتراق في الأوصاف الظاهرة والألقاب الاصطلاحية المسلوخة عن معناها الصحيح.
وفي " فتح المجيد " لعبد الرحمن [بن حسن] بن عبد الوهاب: " لا بد في شهادة أن لا إله إلا الله من سبعة شروط لا تنفع قائلها إلا باجتماعها: أحدها: العلم المنافي للجهل، الثاني: اليقين المنافي للشك، الثالث: القبول المنافي للرد، الرابع: الانقياد المنافي للترك، الخامس: الإِخلاص المنافي للشرك، السادس: الصدق المنافي للكذب، السابع: المحبة المنافية لضدها "[ص:٦١]
• حال المسلمين ومسؤولية العلماء:
ها قد أزحنا اللبس عن غرة الغرض من بيان الشرك ومظاهره، ولزيادة التقرير نقول:
إن المسلمين قد عمهم الجهل، وفشا بينهم الدجل، وانتشرت فيهم البدع والمعاصي، وكثفت غفلتهم عن يوم الأخذ بالنواصي، وهذا ضروري لا يستطيع جحده المكابر العنيد، والمسؤول عن هذا الحال هم العلماء: