للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخرجه عن أبي سعيد الخدري: البخاري في " تاريخه "، والترمذي، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن السني، وأبو نعيم في " الطب "، وابن مردويه، والخطيب، قاله في " الدر المنثور " (٤/ ١٠٣).

وهذه الفراسة الناشئة عن الإِيمان غير الفراسة الطبيعية والرياضية، كما في " شرح العقيدة الطحاوية " [ص:٤٢٥].

• قول عمر: " يا سارية ... ":

ومثاله قول عمر رضي الله عنه: " يا سارية! الجبل " (٦٦)؛ قاله وهو يخطب على منبر المدينة المنورة، وسارية أمير جيشه عند جبل نهاوند من أرض العجم، وقد كاد يغلبه العدو، فلما قال عمر كلمته؛ سمعها سارية، وانحاز إلى الجبل.

أخرج القصة غير واحد، وحسن سندها الحافظ في " الإِصابة ".

فأنت ترى أن عمر ألهم حالة أمير جيشه مع عدوه، وألهم تلك الكلمة التي أبلغها الله إلى أذن سارية، فنبهته إلى ما كان غافلًا عنه من التحصن بالجبل.


(٦٦) حسن: أخرجه البيهقي في " دلائل النبوة " وغيره من طريق ابن وهب، عن يحى بن أيوب، عن ابن عجلان، عن نافع، عن ابن عمر؛ قال: وجّه عمر جيشاً، وولّى عليهم رجلًا يدعى سارية، فبينما عمر يخطب جعل ينادي: يا سارية! الجبل (ثلاثاً)، ثم قدم رسول الجيش فسأله عمر، فقال: يا أمير المؤمنين! هزمنا، فبينما نحن كذلك؛ إذ سمعنا صوتاً ينادي: يا سارية! الجبل، فأسندنا ظهورنا إلى الجبل، فهزمهم اللهً، قال: فقيل لعمر: إنك كنت تصيح بذلك.
قال الحافظ ابن كثير في " البداية والنهاية " (٧/ ١٣١): " وهذا إسنادٌ جيّدٌ حسنٌ "، ووافقه شيخنا في " الصحيحة، (م ٣/ ص ١٠١، حديث رقم: ١١١٠)، وحسنه العسقلاني في " الإِصابة " (٢/ ٣)، ووافقه تلميذه السخاوي في " المقاصد الحسنة " (ص ٧٣٧، حديث رقم: ١٣٣٣).

<<  <   >  >>