قال ابن تيمية في " رسالة التوسل والوسيلة " بعد إيراده قصة اجتماع مالك والمنصور من الشفاء: " وهذه الحكاية منقطعة؛ فإن محمد بن حميد الرازي لم يدرك مالكاً، لا سيما في زمن أبي جعفر المنصور؛ فإن أبا جعفر توفي بمكة سنة ثمان وخمسين ومئة، وتوفي مالك سنة تسع وسبعين ومئة، وتوفي محمد بن حميد الرازي سنة ثمان وأربعين ومئتين، ولم يخرج من بلده حين رحل في طلب العلم إلا وهو كبير مع أبيه، وهو مع هذا ضعيف عند أكثر [أهل] الحديث، كذبه أبو زرعة وابن وارة ... " إلخ [ص:٦٢].
وفي " تفسير القرطبي " عن ابن عباس والحسن وسعيد بن جبير والضحاك ومجاهد، أن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه هي قوله:{رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}[الأعراف: ٢٣].
وحكى هو والبغوي وابن كثير في المراد من الكلمات أقوالًا أخر ليس فيها ما يوافق رواية عمرو بن ثابت المتقدمة.
وهذا القدر كاف في تعرف حال تلك الروايات، وأنها بين الضعيف والموضوع، ليس شيء منها صالحاً للاحتجاج.
أما الأثر الحاض، فباطل ليس له سند، ولا رواه من رجال الحديث أحد؛ كما قال ابن تيمية في " رده على البكري "[ص:٤٦] وفي " رسالة التوسل والوسيلة "[ص:١٢٤].
• تأويل ما ورد في التوسل بالجاه:
وأما الدراية " فإن قول القائل: " بحق فلان ": تحتمل باؤه أن تكون للقسم، وأن تكون للسبب، والاحتمال الأول غير صحيح شرعاً لوجهين:
أحدهما: أن الحلف بالمخلوق للمخلوق ممتنع شرعاً؛ فكيف به