قال السبكي في " شفاء السقام ": " ويشبه أن تكون زيارة النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قبر أمه من هذا القبيل "[ص:٧٣].
• زيارة الاستعانة:
الثاني: الطمع في إعانة المزور بماله أو جاهه أو رأيه.
وهذا لم يذكره من وقفنا على كلامهم في أقسام الزيارة، لكنه مقابل للنوع الذي قبله، وهو غير صحيح في الأموات، لعدم صحة الاستعانة بهم، وصحيح في زيارة الأحياء متى كانت للزائر حاجة حاملة على الاستعانة، وكان للمزور استطاعة معتادة لتلك الإِعانة.
• زيارة استطلاع الغيب:
الثالث: استطلاع الغيب؛ كما يزور العوام مرابطيهم ممن يسميهم الشرع كهاناً أو مجانين، ليدلوهم على ما ضاع منهم بسرقة أو غيرها، ويكشفوا لهم عن عاقبة ما أرادوه من نكاح أو شركة أو سفر أو فلاحة أو غير ذلك، وهذا القصد فاسد منهي عنه؛ لما تقدم في فصل الكهانة من التشديد في إتيان الكهان، وذكرناه في أنواع الزيارة، وإن لم يذكره غيرنا فيها، لأن عوامنا يسمون هذا زيارة.
• زيارة الاتعاظ:
الرابع: الاتعاظ بتذكر الموت والاعتبار بحال الميت ومصير الحي، وهذا غرض صحيح في زيارة المقابر، لا فرق بين من فيها من مسلم وكافر، ولا بين القريب منك والأجنبي عنك.
• زيارة الترحم:
الخامس: الدعاء للموتى والسلام عليهم، وهذا مشروع في مقابر المسلمين، سواء كانت مقابر الأولياء الصالحين أم العصاة المذنبين.