وعلى كل حال هي حياة غيبية لا تشبه حياتنا الدنيا، فلا معاملة بيننا وبينها بالبيع والإِجارة والنكاح، ولا تكلف مثلنا بالعبادات، وصلاة الأنبياء في قبورهم هي لذة روحانية.
وفي " شرح الطحاوية ": أن الأرواح في البرزخ متفاوتة أعظم تفاوت، وأن الله ركب هذا الإِنسان من بدن ونفس، وجعل أحكام الدنيا على الأبدان والأرواح تبعاً لها، وجعل أحكام البرزخ على الأرواح والأبدان تبعاً لها، فإذا كان البعث، كان النعيم والعذاب على الأرواح والأجساد جميعاً، وأن للروح بالبدن خمس حالات: تعلقها بالجنين، ثم بالمولود، ثم بالنائم، ثم بالميت في البرزخ، ثم بالمبعوث من القبر. هذا خلاصة كلامه (ص ٣٢٩ - ٣٣٣).
• عطايا الزوار:
وأما عطايا الزوار؛ فما يعطى منها على استكشاف الغيب هو من حلوان الكاهن حرام؛ كما تقدم في فصل الكهانة، وما يعطى منها قصد استجلاب النفع من المزور واستدفاع الضر به في الدين أو في الدنيا هو رشق في الدين، وسحت في لغة القرآن.
قال الراغب:" السحت: المحظور الذي يلزم صاحبه العار؛ كأنه يُسحت دينه ومروءته ".
قال تعالى:{أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ}[المائدة: ٤٢]، وأصل السحت: القشر الذي يستأصل.
ثم لا نعلم من هؤلاء المزورين إلا من يستشرف لما في أيدي الزائرين.
وقد ورد المنع من سؤال ما في أيدي الناس تصريحاً أو تلويحاً إلا لضرورة، وجاء الحث على العمل والاكتساب.