قال البغوي:" كان المشركون يجعلون لله من حروثهم وأنعامهم وثمارهم وسائر أموالهم نصيباً، وللأوثان نصيباً؛ فما جعلوه لله، صرفوه إلى الضيفان والمساكين، وما جعلوه للأصنام، أنفقوه على الأصنام وخدمها؛ فإن سقط شيء مما جعلوه لله في نصيب الأوثان، تركوه، وقالوا: إن الله غني عن هذا، وإن سقط شيء من نصيب الأصنام فيما جعلوه لله؛ ردوه إلى الأوثان، وقالوا: إنها محتاجة، وكان إذا هلك أو انتقص شيء مما جعلوه لله، لم يبالوا به، وإذا هلك أو انتقص شيء مما جعلوا للأصنام، جبروه بما جعلوا لله ".
• الفرع:
ومن نسائكهم التي كانوا ينسكونها الفرع والعتيرة:
أما الفرع، فهو بفتحتين، والفرعة مثله، وهو أول نتاج من الإِبل والغنم؛ يقال: أفرع القوم: إذا ذبحوا الفرع، يتقربون بهذا الفرع لآلهتهم، يطلبون البركة [به] في مواشيهم؛ كما نقله الحافظ في " الفتح " عن الشافعي (٩/ ٤٩١)، ويرون في جلده من البركة نحو ما يراه عوامنا اليوم في جلد الأضحية، كما يؤخذ من أشعارهم.
• العتيرة:
وأما العتيرة، ففعيلة من العتر، تقول: عتر يعتر عتراً؛ وزان ضرب يضرب ضرباً: إذا ذبح العتيرة، وتسمى الرجبية أيضاً، لذبحها في رجب؛ يقولون: هذه أيام ترجيب وتعتار، وهي العشر الأول من رجب كما في " الفتح "، ينذر أحدهم لصنمه هذه العتيرة، فيقول: إن بلغ الله غنمي مئة؛ ذبحت منها واحدة- كما في " الزوزني على المعلقات " -، وإن رزقني الله مئة شاة، ذبحت عن كل عشر