للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

• الرؤيا:

وأما الرؤيا؛ فأخرج البخاري في كتاب التعبير من " صحيحه " عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: «لَمْ يَبْقَ مِنَ النُّبُوَّةِ إِلَّا الْمُبَشِّرَاتُ». قَالُوا: وَمَا الْمُبَشِّرَاتُ؟ قَالَ: «الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ» (٦٧).

• صدق إخبار أبي بكر عما في بطن زوجه:

ومن أمثلتها إخبار أبي بكر رضي الله عنه عما في بطن زوجه حبيبة بنت خارجة رضي الله عنها بأنه أنثى، فكان كذلك، ووضعت بعد موته حبيبة بنتاً سميت أم كلثوم.

وقد أخرج مالك في " الموطأ " قصة ذلك عن الزهري عن عروة عن عائشة؛ فالسند كما ترى من الصحة والعلو والاشتمال على الأئمة.

وملخص القصة: أن أبا بكر كان نحل ابنته عائشة مبلغ عشرين وسقاً من ماله بالغابة، فلما حضرته الوفاة، رده إلى الورثة، وطيب خاطرها بقوله: " إنما هو اليوم مال وارث، وإنما هما أخواك وأختاك "، ولم يكن لعائشة يومئذ أخت غير أسماء، فاستفهمته عن الأخرى، فقال: " ذو بطن بنت خارجة أراها جارية " (٦٨).


(٦٧) أخرجه البخاري في " صحيحه " في (كتاب التعبير، باب المبشرات، ١٢/ ٣٧٥/ ٦٩٩٠) عن أبي هريرة.
(٦٨) صحيح- كما قال المؤلف رحمه الله-:
أخرجه مالك في " الموطأ " (٤/ ٤٤ - ٤٥/ ١٥١٢) عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ أنها قالت: إنّ أبا بكر الصديق كان نحلها جَادَّ عشرين وسقاً من ماله بالغابة، فلما حضرته الوفاة؛ قال: والله يا بُنَيَّةُ، ما من الناس أحدٌ أحبّ إليَّ غنىً بعدي منكِ، ولا أعزّ عليَّ فقراً بعدي منكِ، وإني كنتُ نحلتك جادّ عشرين وسقاً، فلو كنتِ جدّدتيه واحتزتيه كان لك، وإنما هو اليوم مال وارثٍ، وإنما هما أخواك وأختاك، فاقتسموه على كتاب الله. قالت عائشة: =

<<  <   >  >>