للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإنما يريد- والله أعلم- بالكلام: كلام أهل البدع؛ فإن في عصرهما إنما كان يعرف بالكلام أهل البدع، فأما أهل السنة؛ فقلما كانوا يخوضون في الكلام، حتى اضطروا إليه بعد " (*) [ص:٣٣٤].

وقال أيضاً صاحب " التبيين ": " وكانوا في القديم إنما يعرفون بالكلام أهل الأهواء، فأما أهل السنة والجماعة؛ فمعوَّلهم فيما يعتقدون الكتاب والسنة " [ص:٣٤٥].

• تعميم أسلوب القرآن وتخصيص أسلوب اليونان:

ويا ليتنا تركنا كتب المتكلمين للخاصة، يستعينون بها في مواطن الجدال مع الخصوم (* * *)، ووضعنا للعامة كتباً في العقائد على أسلوب الكتاب المجيد (* * *)، فيكون من تلك رياضة للعقول وحماية للحق، ومن هذه طهارة للقلوب وهداية للخير، وليس كل الناس بحاجة إلى تلك الرياضة، ولا لهم قدرة على تلك الحماية، ولكن كلهم في حاجة إلى تطهير البواطن ومعرفة الهدى؛ فعمت الحاجة إلى معرفة الشرك ومظاهره، ولهذا عرف جميع الأنبياء بحكم الشرك. قال تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ


(*) المراد بأهل السنة عند البيهقي وابن عساكر: الأشاعرة والماتريدية " فكلاهما أشعري، إلا أن البيهقي على طريقة مُتقدِّمهم كالباقلاني بخلاف الجويني ومن بعده، فالانحراف عندهم أشد، أما السلف- رضوان الله عليهم- فلم يضطروا إليه، وفي القرآن والسنة غُنْية وكفاية، وكتب ابن رجب حول هذا المعنى كتاباً نفيساً أسماه بـ: " الاستغناء بالقرآن ".
(**) وهذا تَنزُّل من المؤلف معهم لا يفهم منه الجواز، فالصحيح تحريم علم الكلام على العامة والخاصة، وكلام السلف في هذا معروف. انظر: " ذم الكلام وأهله " للهروي.
(* * *) على هذا الأسلوب جرى شيخ المؤلف العلاّمة ابن باديس رحمه الله تعالى تعليماً وتأليفاً، فانظر رسالته: «العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية».

<<  <   >  >>