" أعاجيب الشيعة " هي هكذا: " فإن لبى الدعوة إجابة وآنست منه رشداً أوقفته ... "، وقد قدمنا في فصل علم الغيب نسبة ابن قتيبة ابتداع القول بعلم آل البيت الغيب إلى الرافضة أيضاً.
• عجز الغلو في التشيع عن نشر الشرك:
وقد كان ضلال الرافضة مكشوفاً للعامة والخاصة من الفرق الإِسلامية؛ فكانوا ممقوتين في المجتمعات، لا تروج لهم بضاعة في جميع الطبقات، إلا أن يجدوا غرة في بعض الجهات التي لا تعرف من الدين أكثر من التلفظ بالشهادتين أو صور العبادة المتكررة الفاشية.
• مبدأ التصوف واستقامة المتقدمين عليه:
ودب في الأوساط الإِسلامية مبدأ التصوف على قدمي الإِفراط في العبادة والتفريط في الدنيا، واشتمل كسائر المبادئ على الصديق والزنديق، ولكن كان الغالب على رجاله العلم بالدين والصدق في العمل وموالاة السلف؛ فكانوا في الاعتقادات محدثين سلفيين، أو متكلمين أشعريين وماتريديين، وفي العبادات مالكيين أو حنفيين أو شافعيين أو حنبليين، واشتهر منهم أبو القاسم الجنيد، فانتسب إليه مَن بعده في آداب السلوك، وبهذا كان التصوف مرضيّاً عند أهل السنة لانتساب رجاله إلى الأئمة المرضيين، كما قال صاحب " الجوهرة ":
رضي الناس عن التصوف بذلك الانتساب، وأعجبوا بتقى رجاله وزهدهم أيما إعجاب، ثم غمرت الثقة بالألقاب نقد ما في سير الصوفية من خطأ وصواب، فسال لعاب المبتدعين المنبوذين من هذه الثقة التي نعم بها المتصوفون، فاندسوا تحت هذا العنوان، ولا سيما الرافضة التي كانت لها