للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والاستكثار منها، فيورث الغفلة المقتضية للتوسع في الرجاء، فيقدم على المعصية، أو تستمر الغفلة فيقع، وهذا الثاني يسرع إلى الإِقلاع مع الندم، وإلى الثاني يشير حديث: «لاَ يَزْنِي الزَّانِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ» (١٠٢)، والندب أن يواظب على النوافل، ويتجنب الوقوع في الشبهات، والمتصف عموماً بذلك نادر.

وكذلك محبة الرسول على قسمين كما تقدم، ويزاد أن لا يتلقى شيئاً من المأمورات والمنهيات إلا من مشكاته، ولا يسلك إلا طريقته، ويرضى بما شرعه، حتى لا يجد في نفسه حرجاً مما قضاه، ويتخلق بأخلاقه في الجود والإِيثار والحلم والتواضع وغيرها " (١/ ٥٢).

• علامة المحبة الدينية والباعث عليها:

وقال أيضاً في الباعث على هذه المحبة وعلامة تحققها: " من استكمل الإِيمان، علم أن حق الله ورسوله آكد عليه من حق أبيه وأمه وولده وزوجه وجميع الناس؛ لأن الهدى من الضلال والخلاص من الناس إنما كان بالله على لسان رسوله، ومن علامات محبته نصر دينه بالقول والفعل، والذب عن شريعته، والتخلق بأخلاقه " (١٠/ ٣٨٠)

• المحبة في الله ومع الله:

ولا تنافي بين تخصيص ابن القيم المحبة المحمودة بالله وتعميم الحافظ لها وتعديتها إلى النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ فإن محبة غير الله: إما أن تكون في الله، أو مع الله.


(١٠٢) قطعة من حديث أخرجه البخاري (٥/ ١١٩/ ٢٤٧٥)، ومسلم (١/ ٧٦ - ٧٧/ ٥٧) عن أبي هريرة مرفوعاً: «لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَشْرَبُ الخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ».

<<  <   >  >>