للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مُنَادٍ: [أَنْ] طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ، وَتَبَوَّأْتَ مِنَ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا» (١٦٦). رواه الترمذي وقال: " حديث حسن "، وفي بعض نسخه: " غريب "، ونحوه في " الأدب المفرد ".

• زيارة الأموات:

وأما زيارة الأموات؛ فقد منع منها - صلى الله عليه وسلم -، ثم أذن فيها.

ودلت الأحاديث على زيارة قبور الوالدين وغيرهم من المؤمنين والكافرين لغرض مشروع، ونص العلماء على استحبابها للرجال، أما النساء، فمنهم من منعهن، ومنهم من كرهها لهن، ومنهم من أذن لهن مع أمن الفتنة (*).

١ - فعن ابن عباس؛ قال: «لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - زَائِرَاتِ الْقُبُورِ وَالْمُتَّخِذِينَ عَلَيْهَا الْمَسَاجِدَ وَالسُّرُجَ» (١٦٧). أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي.


(١٦٦) حسن: أخرجه أحمد (٢/ ٣٢٦ و٢٤٤ و٣٥٤)، والترمذي (٦/ ١٤٦ - ١٤٧/ ٢٠٧٦)، وابن ماجه (١٤٤٣)، وابن حبان (٧/ ٢٢٨/ ٢٩٦١) بنحوه، وابن المبارك في " الزهد " (٧٠٨)، كلهم من طريق أبي سنان القسملي عن عثمان بن أبي سودة عنه به.
وقال الترمذي: " هذا حديث غريب، وأبو سنان اسمه عيسى بن سنان، وقد روى حمّاد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شيئاً من هذا ".
قلتُ: فالسند ضعيف، وعلته عيسى بن سنان وهو " ليّن الحديث " كما في " التقريب " (٢/ ٩٨)، لكن للحديث شاهد أخرجه البزار (٢/ ٣٨٨ - ٣٨٩/ ١٩١٨)، وأبو يعلى (٤/ ١٦٠/ ٤١٢٦) عن أنس مرفوعاً بنحوه، وقال الهيثمي (٨/ ١٧٣): " ورجال أبي يعلى رجال الصحيح غير ميمون بن عجلان وهو ثقة "، وآخر عن أبي قلابة مرسلًا عند عبد الرزاق في " مصنفه " (١١/ ٢٠٣/ ٢٠٣٢٧)، وأخرج ابن المبارك في " الزهد " (٧٠٩) عن سعد الطائي؛ قال: ما زار رجل أخاه في الله شوقاً إليه ورغبة في لقائه أو حُبّاً للقائه؛ إلَّا ناداه ملك من خلفه: ألا طبت وطابت لك الجنة.
(*) والإذن أقوى دليلاً وأقوم قيلاً. انظر: " أحكام الجنائز " (م ١١٩/ ص ١٨٠ وما بعدها- ط ١) للألباني.
(١٦٧) ضعيف الإسناد: =

<<  <   >  >>