وقد وصفوا الدعاء بالاستحباب الذي هو من خواص العبادة، فكون الدعاء عبادة دل عليه الكتاب والسنة وكلام الأئمة.
• الدعاء بالمأثور وفوائده:
وإذا كان الدعاء عبادة؛ وجب أن يختص بالله، وأن يحترز فيه من الوقوع في الشرك أو فيما هو ذريعة إليه، ولهذا نصح العلماء للداعين أن يدعوا بالمأثور:
ففي " شرح ابن علان للأذكار النووية " عن عياض، أنه قال:" أذن الله في دعائه، وعلم الدعاء في كتابه لخليقته، وعلم النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الدعاء لأمته، واجتمع فيه ثلاثة أشياء: العلم بالتوحيد، والعلم باللغة، والنصيحة للأمة؛ فلا ينبغي لأحد أن يعدل عن دعائه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وقد احتال الشيطان للناس من هذا المقام؛ فقيض لهم قوم سوء يخترعون لهم أدعية يشتغلون بها عن الاقتداء بالنبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأشد ما في الحال أنهم ينسبونها إلى الأنبياء والصالحين، فيقولون: دعاء نوح! دعاء يونس! دعاء أبي بكر الصديق!! فاتقوا الله في أنفسكم، لا تشتغلوا من الحديث إلا بالصحيح "(١/ ١٧).
• أقسام الدعاء الديني:
والداعي: إما أن يدعو بنفسه، أو يدعو له غيره، والداعي بنفسه أو لغيره: إما أن يدعو الله أو غير الله، بتوسل أو بدونه، فالتوسل يأتي إن شاء الله في الفصل التالي، والدعاء من غير توسل ثلاثة أقسام: هي دعاؤك الله وحده، ودعاء آخر لك، ودعاء غير الله.