للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله عز وجل: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا} [البقرة: ٢٢]: " الأنداد: هو الشرك، أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل، وهو أن يقول: والله وحياتك يا فلان وحياتي، ويقول: لولا كلبة هذا، لأتانا اللصوص البارحة، ولولا البط في الدار؛ لأتى اللصوص، وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئت، وقول الرجل: لولا الله وفلان. لا تجعل فيها فلان، هذا كله به شرك " (٣٤).

وما أطلق عليه الشرك في هذه الأخبار: بعضه شرك صريح، وبعضه ذريعة إليه فنهى عنه حياطة للتوحيد وصيانة له.

والأخبار في هذا المعنى كثيرة، ومن يرد الله به خيراً، يهتد ببعض ما ذكرنا، {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} [الحج: ١٨]، {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} [الشعراء: ٤].

• اِتهام النفس:

وأساس الخير اتهام النفس وعدم الرضى عنها، وقد قال الله: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم: ٣٢].


(٣٤) قويٌّ إن شاء الله: أورده ابن كثير في " تفسيره " (١/ ١٠١) عن ابن أبي حاتم؛ قال: حدثنا أحمد بن عمرو ابن أبي عاصم، حدثنا أبي عمرو، حدثنا أبي الضحاك بن مخلد أبو عاصم، ثنا شبيب بن بشر، حدثنا عكرمة، عن أبن عباس به.
وهذا سند رجاله ثقات غير شبيب؛ فقد وثقه ابن معين، وليَّنه أبو حاتم كما في " الميزان " وغيره، وفي " التقريب ": " صدوق يخطئ "، وشيخ أبن أبي حاتم أحمد؛ " صدوق " كما في " الجرح والتعديل " (٢/ ٦٧).
فالإِسناد يحتمل التحسين، سيما وللجملة الأولى شواهد مرفوعة وموقوفة مضت مخرجة برقم (٦) تتقوى بها إن شاء الله تعالى، والعلم عند الله عزّ وجل.

<<  <   >  >>