للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في " الصحيحين " وغيرهماعن أنس وغيره؛ أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: «يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُونَ: لَوْ اسْتَشْفَعْنا إلَى رَبِّنا حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا، فَيَأْتُونَ آدَمَ ... » الحديث (١٥٩).

رابعها: طلبها اليوم ممن انتقل إلى عالم الغيب:

فإن كان المطلوب نبي الرحمة؛ فالطلب بدعة، لم ينقل عن أحد من أئمة المسلمين، لا الأئمة الأربعة ولا غيرهم؛ كما نقله في " صيانة الإِنسان " عن " الصارم المنكي " لابن عبد الهادي [ص:٣٧٨].

وإن كان المطلوب من صلحاء الأمة؛ ففيه من المفاسد اعتقاد علم المدعو بالغيب، والجزم له بالجنة، وبإذن الله له في الشفاعة، وإدخال الطالب في المأذون بالشفاعة فيهم، ومن التزم هذه اللوازم؛ فقد أشرك أو كان منه قاب قوسين.

• رجاء الشفاعة:

أيها الراجي لنيل الشفاعة- حقّق اللهُ رجاءك-! لا تجعل الرجاء وحده طريقتك إليها، ولا عمدتك لاستحقاقها، فتكون من المغترين، ولحال المشركين من المشبهين، ولكن اعمد إلى قلبك؛ فاعمره بالإِيمان الخالص من نزعات الوثنية ونزغات إبليس عدو أبويك آدم وحواء، حتى يكون لجنانك السلطان على أركانك، وأحب نبيك محبة اقتداء واستنان، ولا تنس الصلاة عليه وسؤال الوسيلة له بعد حكاية الأذان؛ فإذا فعلت ذلك؛ كان رجاؤك للشفاعة مبنيّاً على حديث: «أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي» (١٦٠)، وحديثي (١٦١) سؤال الوسيلة بعد


(١٥٩) تقدم قريباً برقم (١٥٦).
(١٦٠) جزء من حديث تقدم تخريجه برقم (١٤٩).
(١٦١) تقدم تخريجهما برقم (١١٧) و (١١٩).

<<  <   >  >>