الحسن البصري، فإن أئمة الحديث لم يثبتوا للحسن من علي سماعاً فضلًا عن أن يلبسه الخرقة " [ص:١٢٣].
وقد حاول السيوطي في " الحاوي " إثبات سماع الحسن من علي، وليس ذلك بأولى من إنكار أئمة الحديث له، ثم هو لا يثبت الدعوى الخاصة التي هي لباس الخرقة.
وما زال الصوفية يتفننون في وضع الإِسناد ليربطوا طرقهم بعظماء الزهاد، وإن اشتملت على ضروب من الضلال والفساد، حتى جاء أخيراً أحمد بن سالم التيجاني، فاختصر الإِسناد، وادعى أنه تلقى طريقته من خاتم الأنبياء من غير واسطة.
• ثمرة اتحاد الباطنية بالصوفية:
تلك مظاهر من اتحاد الصوفية بالرافضة، أما ثمرة هذا الاتحاد؛ فهو توصل الرافضة إلى تحقيق ما عجزت عنه من تشويه محاسن الإِسلام وقلب تعاليمه!!
وإن تعجب لسلامة الصوفية من سوء سمعة الرافضة مع اتحاد الفريقين، فأعجب من ذلك أن تعلو كلمة [هؤلاء] الصوفية كلمة العلماء، ويخصُّوا بالفضل دونهم، والكتاب والسنة إنما جاءا بفضل العلم وأهله، وترى من هنا أن هذا التصوف سيف ماضي الحدين، مؤثر بالجهتين؛ فجهة النقص فيه- وهي اتحاده بالباطنية- أثر فيها بالتغطية والتعمية، حتى لم تشعر بها العامة، وتطاول الأمد، فخفيت على كثير من الخاصة، وجهة الكمال في غيره، وهي جهة العلم، قلبها رأساً على عقب، فاستأثر بما للعلم من شرف، وجعل أهله محل ريبة، لا يوثق بدينهم إلا بتوثيق شيوخ التصوف، وهم لا يوثقون من العلماء إلا من سدل الستار عما في طرقهم من بدع ومنكرات، فأصبح يخطب وُدَّهم كل عالم طماع وكل