ومراده بكون عبادة الولي لا يتخللها عصيان، أنه إن وقع منه الذنب؛ تاب، ولم يصر عليه، كما صرح به في موضع اخر، وقد قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ}[الأعراف: ٢٠١].
والوصفان اللذان يجبان لاستحقاق العبد الولاية ليسا جميعاً من كسبه، وإنما الذي من كسبه هو الوصف الثاني بمعنى الفاعل، ولكن متى صدق العبد فيه؛ أنعم الله عليه بالوصف الآخر الذي بمعنى المفعول.
• التحذير من الغلو في الولي:
وإذا عرفت معنى الولي شرعاً من القرآن والحديث وكلام أهل السنة والجماعة؛ فإياك أن تعدو ذلك الحد فيه إن كنت تؤمن بكتاب الله وما صح عن نبيه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أما إن كنت تركن إلى علم المتقدمين، أو تقبل أقوال الأشاعرة، أو تثق بآراء الصوفية، فإن القشيري ولد في القرن الرابع، وهو من الطبقة الرابعة في الأشعريين.
قال ابن عساكر في " تبيينه ": " ولولا تأخر وفاته؛ لذكرته في الثالثة، ثم هو في الصوفية أشهر، وعلى الحسن من أحوالهم أغير ".
وإن بقي بعد هذا في قلبك من شيء، {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ}[الأنعام: ١٢٥].