وعطف تعالى غيره عليه فيها في مثل ما في العقود والتحريم؛ فقال:{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}[المائدة: ٥٥ - ٥٦]، {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ}[التحريم: ٤].
• الولاية الخاصة:
واختص تعالى من خلقه طبقة سماهم أولياء، وأثنى عليهم، وبشرهم، فقال في سورة يونس:{أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}[يونس: ٦٢ - ٦٤].
• بيان المراد من تصرفات القرآن في الولاية:
وليس بين كل هذه المواضيع تعارض، بل هي تجري على سنن من الارتباط إلى غاية من البيان، فالولاية بين العباد معناها التناصر والتعاون بما يملكون من أسباب النصر والإِعانة حسب جري العادة، وذلك ممدوح في الحق والخير، مذموم في الباطل والشر، ممكن في الدنيا بين الأبرار وبين الفجار.
وتختص الولاية بالله إذا كانت للفاعل، من وَلِيَهُ: إذا قام به وأعانه وتولى حفظه ورعايته، لأنه تعالى هو القائم على كل نفس بما كسبت، والناصر للعبد،